أفادت وسائل إعلام موالية النظام السوري أنهى استعدادات فتح ممر بريف إدلب الشرقي، بهدف استقبال الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة "المسلحين" في شمال غربي سوريا إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
ونقلت وكالة "سانا" أمس الأحد عن " محمد نتوف" محافظ إدلب التابع للنظام السوري قوله: إن "التحضيرات شملت تجهيز طاقم طبي كامل مع عيادة متنقلة وسيارة إسعاف مجهزة لاستقبال الأهالي الراغبين بالعودة وتقديم الخدمات الطبية اللازمة عند الممر".
وأضاف نتوف أن "منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، جهّزت فرقاً ستكون مهمتها تقديم المساعدة للراغبين بالعودة".
وأشار إلى "تجهيز مراكز للإقامة المؤقتة للعائلات والأشخاص الراغبين بالعودة في حي السبيل بمدينة حماة".
وقال رئيس فرع الهلال الأحمر في إدلب وحماة إن "المنظمة جهّزت ثلاثة فرق لتقييم وضع الأسر العائدة عند الممر وتلبية احتياجاتها الإنسانية إضافة إلى تأمين وصولها إلى مركز الإقامة المؤقتة بمدينة حماة".
ونفى تقي الدين عمر مسؤول مكتب العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام ما تناقلته وسائل إعلام النظام، وقال في تصريح لـ"نداء بوست" : "من الادعاءات الأخيرة التي يروجها النظام السوري، فتح معبر في منطقة سراقب لخروج الأهالي كما يزعم، هذا الأمر منفي جملة وتفصيلاً، فلا صحة لهذه الادعاءات".
وأضاف "اعتادت ميليشيات الاحتلال الروسي على نسج الأكاذيب حول الثورة السورية، وسعت بكل قوة إلى تضليل الرأي العام المحلي والدولي بادعاء قبول الشعب السوري بها وانتقاله من مناطق الثورة إلى مناطقها".
وأشار "هذا الادعاء تكذبه حقائق الواقع ووضع مناطق النظام السوري والمحتل الروسي، حيث الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والانفلات الأمني ظاهرة باتت لا تخفى، الأمر الذي دفع ٱلاف الأهالي للهروب من جحيم الميليشيات إلى خارج سوريا".
من جهته قال الناشط الإعلامي الميداني مجد الفيصل لـ "نداء بوست": "بالنسبة لقضية فتح المعبر فلا يوجد أي تحركات من قبل المدنيين أو العوائل باتجاهه، ولم يصدر إعلان رسمي بافتتاحه حتى الآن من قبل تحرير الشام".
وأضاف: "يسعى النظام إلى ترويج دعايته بعودة المدنيين إلى مناطقه من خلال فتح معبر بريف إدلب، وحاول قبل هذه المرة كثيراً ولم تكن هناك استجابة، وعندما يفشل يتهم الفصائل بمنعهم من العودة لتلك المناطق".
وأشار إلى أنه "لا يمكن للناس أن تعود فلا يوجد ضمانات تضمن عدم اعتقالهم، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها مناطق النظام، وقلة فرص العمل وحالات التجنيد الإجباري التي تدفع الشباب للمغادرة وليس العكس".
واعتبر فريق منسقو استجابة سوريا أن "التصريحات الروسية حول افتتاح المعابر تثبت أن وزارة الدفاع الروسية ومركز المصالحة منفصلين عن الواقع تماماً".
و أضاف "منسقو الاستجابة" في بيان صادر عنهم في السابع عشر من شباط/فبراير الجاري أن "جميع التصريحات التي صدرت عن الطرف الروسي هي تصريحات ساذجة وزائفة وتبرز النوايا العدائية لدى روسيا ضد السكان المدنيين".
من جهته قال الناشط أحمد الضعيف لـ "نداء بوست" أن: "المناطق التي يريد النظام من الأهالي المهجرين العودة إليها، لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، وبعض تلك المناطق فيه نسبة دمار مرتفعة بسبب القصف الجوي سابقا، وتم نهب ممتلكاتها من قبل المليشيات الموالية للنظام".
وأضاف "القرى والمدن ما زالت غير آمنة من الألغام ومخلفات الحرب، بالإضافة إلى تعدد جهات السيطرة من مليشيات إيرانية وأخرى تابعة لروسيا، لذلك فإن النظام ليس صاحب القرار في تلك المنطقة".
وخلال العام الماضي قامت هيئة تحرير الشام بافتتاح معبر معارة النعسان بريف إدلب لتسهيل التنقل مع مناطق سيطرة قوات النظام السوري، إلا أن خروج مظاهرات حاشدة معارضة للخطوة قبل الأهالي وقيامهم بقطع الطريق بالحجارة والإطارات المشتعلة أجبر الهيئة على إغلاقه.