نداء بوست -سليمان سباعي- حمص
لا تفوت الدوائر التابعة للنظام السوري، أي فرصة لاستغلال المدنيين القابعين ضمن مناطق سيطرتها، ضاربة عرض الحائط بأي اعتبار للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأهالي.
مراسل “نداء بوست” في حمص قال: إن مراكز البلديات في ريف حمص الشمالي شهدت خلال الأسبوع الماضي ازدحاماً لأرباب الأسر الطامعين بالحصول على سلّة غذائية مقدمة من قبل “مؤسسة العرين” التابعة لأسماء الأخرس زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ذلك الازدحام جاء عقب انتشار “إشاعة” بين الأهالي عن إجراء تحضيرات من قبل مؤسسة “العرين” لتوزيع سلل غذائية للأهالي بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك.
وأضاف مراسلنا أن التسجيل يستوجب تقديم “بيان قيد عائلي، وبيان وضع، وورقة غير موظف” من الدوائر الحكومية ليتم قبول الطلب، الأمر الذي استغلّته دائرة النفوس والبلديات التي اشترطت على الأهالي دفع مبلغ مالي يتراوح ما بين 2500 – 2000 ليرة سورية لقاء الخدمات المقدمة لهم يضاف إليها سعر الطوابع اللازمة.
وأشار مراسلنا إلى أن موظّفي تلك الدوائر لم ينفوا أو يؤكّدوا ورود أي معلومات حول مشروع مؤسسة “العرين”، غير أنهم شجّعوا الأهالي للتقدم للحصول على السلة الغذائية التي لم يصل أي شيء منها على الرغم من مرور نحو أسبوع على تقديم الأوراق اللازمة.
محمد عثمان أحد سكان قرية الغنطو وصف ما جرى بأنه عملية “احتيال” رسمية من قبل مؤسسات النظام التي جمعت ملايين الليرات من الأهالي مقابل “وهم” الحصول على سلة غذائية تضم بعض الاحتياجات الرئيسية للعائلات المتقدمة بالطلب.
ولم ينكر محدثنا أن العوز وضعف الإمكانيات هو من دفعه رفقة معظم أبناء قريته للتقدم بأوراقهم التي تثبت احتياجهم للحصول على السلة الغذائية، إلا أنه وبعد أن انتهت عملية التسجيل تم التواصل مع بعض الموظفين ضمن مؤسسة “العرين” الذين أنكروا وجود أي مشاريع بهذا الخصوص لأبناء ريف حمص الشمالي.
من جهتها، قالت أم أيمن وهي ربة منزل ترعى عدداً من الأيتام في قرية الزعفرانة إنه على الرغم مما يثار من إشاعات حول عدم ورود مشروع التوزيع، إلا أنها تأمل بالحصول على سلة “رمضانية” لإعانتها على متطلبات الشهر الذي سيطرق الأبواب قريباً.
في سياق متصل، توجّه عدد من أهالي مدينة تلبيسة إلى مركز النافذة الواحدة التي جمعت مئات الآلاف من أبناء المدينة مقابل تزويدهم بالأوراق الرسمية اللازمة، للاستفسار عن موعد التسليم، إلا أن مدير النافذة المدعو “رامي الرحال” تنصل من المسؤولية، معتبراً أنه لم يتم إجبار أي شخص على اللجوء إلى النافذة للحصول على الأوراق، ونفى أن يكون قد تلقى موظفيه أي رشوة مالية مقابل الخدمات التي تم تقديمها للأهالي.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة “العرين” التي تتخذ من حي الزهراء في مدينة حمص مركزاً رئيسياً لها تهتم بتقديم مشاريع خدمية، وسلل غذائية لعوائل قتلى قوات النظام الذين سقطوا خلال معاركهم ضدّ فصائل المعارضة، وتوجّه مشاريعها “الخيرية” بشكل رئيسي لأبناء المناطق الموالية.