نداء بوست- أخبار الاقتصاد- دمشق
أعلن المصرف المركزي التابع للنظام السوري، رفع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية، وذلك للمرة الثانية خلال 12 شهراً.
وبحسب النشرة الصادرة عن المصرف المركزي فقد تم رفع سعر صرف الدولار إلى 2814 ليرة سورية، بدلاً من سعر 2525 ليرة.
وفي 15 نيسان/ إبريل العام الماضي، رفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية إلى الضعف حيث رفعه إلى 2525 ليرة بدلاً من 1256 ليرة.
وفي تبريره للقرار، أصدر المصرف المركزي توضيحاً قال فيه: “استناداً لمجموعة من العوامل الموضوعية التي تتعلق بالوضع الاقتصادي العالمي، الذي يعاني من ارتفاع نسب التضخم، وزيادة أسعار معظم السلع وأجور نقلها، الذي انعكس بشكل مباشر على زيادة الأسعار في السوق المحلية، قام مصرف سورية المركزي برفع سعر نشرة المصارف والصرافة، مما استتبع رفع سعر صرف الحوالات الشخصية من 2500 إلى 2800”.
وأشار إلى أن هذا السعر “يطبق على مجموعة من الحوالات منها حوالات المنظمات الدولية غير الحكومية، وحوالات منظمات الأمم المتحدة، والحوالات الواردة عبر شركة وسترن يونيون العالمية”.
وزعم أنه جاء “لتعزيز قدرة هذه المنظمات على العمل في سورية، وتشجيع مُرسلي الحوالات من الدول الخارجية لا سيما دول القارتين الأمريكيتين على إرسال الحوالات عبر شبكات التحويل النظامية”.
وشدد على “أن رفع سعر نشرة المصارف والصرافة يستتبع رفع سعر صرف نشرة الجمارك والطيران، التي يتم استناداً إليها تحصيل الرسوم المقدرة بالقطع الأجنبي”.
مجلس النقد في حكومة النظام يزيد من سعر الفائدة على الودائع بالليرة
أسباب القرار
وحول أسباب هذا القرار، قال الباحث في الشأن الاقتصادي يونس كريم، إنه عادة ما تتضاعف نسب الحوالات المالية التي تصل إلى المواطنين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري من قبل ذويهم خارج سورية خلال شهر رمضان.
وأشار كريم في حديث لـ”نداء بوست” إلى أن الحوالات تنعكس على تحسين درجة المعيشة لعدد واسع من السكان السوريين، الذين يعتمدون بشكل كلي أو جزئي على الحوالات في تأمين دخلهم، خاصة بعد تدني قيمة الليرة السورية وارتفاع الأسعار المتواصل وغير المسبوق.
وأوضح أن السوريين في الخارج يلجؤون لمساعدة ذويهم في سورية مالياً عبر الحوالات، لكن الفارق بين سعر الصرف الرسمي والسوق السوداء يدفعهم لإرسالها عبر السوق السوداء.
ومن المرجح أن يكون النظام السوري قرر رفع سعر الدولار لكسب عائدات الحوالات والحصول على أكبر قدر من القطع الأجنبي، من خلال تقليص الفارق بين سعر دولار المركزي ودولار السوق السوداء إلى 500 ليرة فقط.
ومن المؤكد أن هذا القرار سيشجع المغتربين على إرسال الحوالات عبر المصرف المركزي خاصة وأن هذه الطريقة أضمن من الناحية الأمنية بالنسبة للمستلمين، حيث سبق أن اعتقلت الأفرع الأمنية أشخاصاً بتهمة استلام حوالات من الخارج.
150 مليون دولار حوالات السوريين شهرياً
أكد مركز جسور للدراسات في دراسة أصدرها مطلع الشهر الجاري، أن أكثر من 5 ملايين نسمة متوزّعين على مختلف مناطق البلاد، يستفيدون من الحوالات الخارجية، وبمبالغ تُقدَّر بـين 125 و150 مليون دولار شهرياً.
وأشار المركز إلى أن هذه الحوالات تزداد في شهر رمضان من حيث المبالغ المرسلة وحجم الشريحة التي تغطيها لأسباب تتعلق بثقافة أغلبية الشعب السوري التي تحضّ على زيادة الإنفاق في رمضان، وهي مسألة تُعَدّ إلزامية خلال رمضان في الشريعة الإسلامية، ويُفضّل معظم السوريين من المهجَّرين في مختلف أنحاء العالم أن يدفعوا هذه الصدقات في سورية مما يعني أنّ قيمة الحوالات الشهرية في رمضان قد تصل لأكثر من 200 مليون دولار تتوزع بشكل رئيسي في شمال سورية.
وأضاف المركز أن هذه الحوالات تنعكس على تحسين درجة المعيشة لعدد واسع من السكان السوريين. ومن المتوقَّع أن عدد المستفيدين منها يصل لأكثر من 7.5 مليون نسمة.
تُستخدم الحوالات بشكل رئيسي في تمويل احتياجات الأسرة من السلع الغذائية خاصة الطحين والسكر والبرغل والأرز وبعض أنواع الخضروات والفواكه. كما يُمكن أن تنعكس بشكل إيجابي وبدرجة أقل من سوق الأغذية على سوق الألبسة الجاهزة التي يُقبل الناس على شرائها في أواخر رمضان، مما يُنشِّط حركة الأسواق ويُولِّد مداخيل للعاملين في أسواق السلع الأساسية ويرفع من سرعة دوران النقود، وبالتالي يزيد الضغط على الأسعار باتجاه ارتفاعها.