رفض النظام السوري الموافقة على مقترحات المبعوث "غر بيدرسون"، المتعلقة بتحديد جدول زمني لعمل اللجنة الدستورية، والبحث في آلية عمل جديدة.
ولم ينجح بيدرسون في تحديد موعد بدء "الجولة السادسة" من مباحثات الدستور خلال زيارته إلى دمشق في الحادي والعشرين من شباط/فبراير الحالي، حيث تحدث بعض لقاءه مع مسؤولين في النظام السوري عن استعصاء جديد في عمل اللجنة الدستورية.
وطالب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، المبعوث الأممي بالحفاظ على دوره كميسر لأعمال اللجنة الدستورية، مما يعد مؤشراً على فشل "بيدرسون" في تحقيق أهداف زيارته لدمشق، وأبرزها الحصول على ضمانات من النظام لاستمرار عمل اللجنة ونجاحها.
واعتبر فراس الخالدي منسق منصة القاهرة في هيئة التفاوض أن:"مصير اللجنة الدستورية يتوقف على عدة عوامل وهي مدى جدية المجتمع الدولي في الحصول على مخرجات جيدة من اللجنة، تحقّق ما كان مرجوّاً منها، حيث يتطلب الأمر ضغطاً كبيراً على النظام وحليفه الإيراني، للإنخراط فعلياً في أعمال اللجنة ورفع نسب الإنجاز المخطّط له، وبالتالي إستجابة النظام لإزالة كل العراقيل التي يضعها أمام سير عمل اللجنة، وعدم السماح له بإضاعة الوقت بتفاصيل غير مهمة أغرق بها الجميع بمن فيهم المبعوث الدولي نفسه".
ورأى الخالدي خلال حديثه مع "نداء بوست": أنه "يجب أن يكون هناك رسالة دولية واضحة لنظام الأسد، بأنّ أوهام انتصاره العسكري المزعوم لن تُعيد له سوريا كما كانت عليه قُبيل عام 2011، وأنّ الحل السياسي العادل والشامل هو المخرج الوحيد للأزمة في سوريا".
وأشار إلى أن "نجاح اللجنة الدستورية من طرف المعارضة مرهون بإعادة الحياة للمرجعية وللوعاء الذي كان من المفترض أن تصب فيه اللجنة إنجازاتها، على خطى إنجاح الحل السياسي، فهيئة التفاوض المُعطّلة منذ أكثر من عام هي الجسم القانوني الشرعي المعترف به دولياً كممثّل لقوى الثورة والمعارضة في تنفيذ القرار 2254 القائم على أربع سلال يشكّل الدستور إحداها".
وطالب "الخالدي" الفاعلين في المعارضة السورية والدول المساندة للشعب السوري في العمل على توحيد المعارضة قائلاً: "هنا أرجو من كل الإخوة في المعارضة السورية ومن كل الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري أن يساهموا في إعادة لملمة شتات المعارضة، وإعادة الروح لهيئة التفاوض، حتى يكون لدينا الجسم القادر على إدارة السلال الأربعة والتي تجسّد بمجملها روح القرار 2254 وجوهر عملية الانتقال السياسي الفعلي".
ولفت إلى أن "النظام ماضٍ في عملية تمرير الاستحقاق الانتخابي لصالح الأسد، الذي سيقول لكل المنتقدين بأنّه لا توجد معارضة حقيقية يمكن أن يثق بتسليمها مقاليد الحكم أو مشاركتها إدارة البلاد مستقبلاً، فيصبح تولّيه لدورة رئاسية جديدة أمراً واقعاً كما حصل عام 2014 رغم أن المعارضة كانت وقتها أقوى مما هي عليه الآن بكثير"، مستدركاً:" وهذه ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هو تذكير الهدف منه شحذ الهمم والارتقاء لمستوى مسؤولياتنا تجاه وطننا وتضحيات شعبنا العظيم".
ولم تسفر اجتماعات الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية التي عقدت في التاسع والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2021، عن نتائج أو تحقيق تقدم حول الاتفاق على المضامين الدستورية، وإدراجها في الدستور الجديد .
واعتبر وفد النظام السوري خلال محادثات الجولة الخامسة أنه من المبكر الدخول في مرحلة الصياغات الدستورية، قبل الانتهاء من مناقشة مواضيع "السيادة" و"الوجود الأجنبي".
يذكر أن المبعوث الدولي "غر بيدرسون" اعتبر الجولة الخامسة لم تكن ناجحة، وقد أبلغ أعضاء اللجنة الدستورية بأن الجولة كانت مخيّبة للآمال، مشيراً إلى أن وفد النظام السوري رفض المقترحات التي قدّمها للجنة.