نداء بوست-أخبار سورية-تحقيقات ومتابعات
كشف موقع “المونيتور”، أن تركيا قد تتخذ خطوات تصعيدية في سورية مع اختبار الدبلوماسية وذلك بهدف تحقيق مكاسب من انشغال العالم بالحرب الأوكرانية.
وبحسب الموقع فإن تركيا تأمل أن ترجح حرب أوكرانيا كفة الميزان لصالحها في سورية.
ونشر تقريراً جاء فيه إن دور تركيا كعضو في “الناتو” مهم لواشنطن في الأزمة الأوكرانية، حيث تتوقع أنقرة أن تغض الإدارة الأمريكية، الطرف عن درجة معينة من النشاط العسكري التركي.
كما أكد أن الحرب الأوكرانية ساهمت بتحسين العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشركائه الغربيين.
وبحسب “المونتيور” فإن أردوغان يأمل بتحقيق مكاسب أيضاً في سورية معتمداً على انشغال روسيا بأوكرانيا.
وأشار الموقع أن حسابات أنقرة بشأن المصالحة مع النظام السوري، تستند إلى ظروف مثل عدم قدرة روسيا على دعم النظام، وفقدان إيران نفوذها على دمشق، وتخلي الولايات المتحدة عن “قسد”، وهو “ما لا يعدو كونه مجرد تمنيات”.
بينما يعتبر النظام بحسب الموقع أن انسحاب تركيا من سورية “عتبة حاسمة” لأجل الحوار، كما أن احتمال خسارة أردوغان في انتخابات عام 2023، قد أخذ في الاعتبار أيضاً من قبل النظام.
من جهته، رأى مركز “جسور للدراسات”، أن تركيا تسعى من خلال ضرباتها الجوية والبرية ضد مواقع حزب “العمال الكردستاني” و”قسد”، والتي تصاعدت وتيرتها مؤخراً، إلى تغيير قواعد الاشتباك في منطقة شمال شرقي سورية.
ولفت المركز إلى أنّه منذ بداية شهر نيسان/ إبريل الحالي، تشن القوات التركية سلسلة ضربات مكثفة ضد “العمال الكردستاني” و”قسد” شرق الفرات، بالتزامن مع تراجع معدل الدوريات المشتركة مع روسيا في المنطقة من 5 إلى 3 شهرياً.
وفي هذا الإطار، أشار المركز إلى أن روسيا ردت على الخطوات التركية تلك بشنّ هجمات جوية وصاروخية على عدّة مواقع في إدلب، الأمر الذي قوبل برد صاروخي سريع من قبل الفصائل المعارضة والقوات التركية المنتشرة في المنطقة.
ويعتقد المركز أنّ تركيا تحاول من خلال تلك التحركات إظهار استعدادها لمواجهة أي ضغوط عسكرية من قِبل روسيا، خاصة مع تراجع قدرة الأخيرة بشكل ملحوظ على تقليص حجم أنشطة حزب “العمال الكردستاني” منذ منتصف العام الماضي.
وأضاف: “إنّ تصعيد تركيا غير المسبوق والمستمر في شرق الفرات يهدف إلى اختبار ردّ فعل روسيا والولايات المتحدة، وسَبْر إمكانية تغيير قواعد الاشتباك في شمال سورية، أي محاولة استخدام القوّة العسكرية لإعادة تحديد آلية العمل المشترك بحيث يكون لتركيا الدور الأكبر في أدوات المراقبة والتنفيذ”.
ولم يستبعد المركز أن تكون تركيا تحاول محاكاة الأسلوب الذي استخدمته روسيا في إدلب بين عامَيْ 2018 و2020، عندما أدى الاعتماد على القوّة العسكرية إلى تفاهم جديد حول آلية العمل المشترك بإضافة ملحق لمذكرة “سوتشي” الموقعة في أيلول/ سبتمبر 2018.
كما تحاول تركيا -بحسب المصدر- الاستفادة من انشغال روسيا في أوكرانيا، ومن إطلاق الآلية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة مطلع نيسان/ إبريل الجاري، بإعادة تحديد طبيعة التعاون المشترك في سورية، ولإضعاف قدرة “قسد” على الاعتماد على الدعم الغربي والروسي.
وفي حال لم تُؤدِّ عمليات تركيا شمال شرق سورية لتغيير قواعد الاشتباك فإنّها تستنزف كوادر وموارد “العمال الكردستاني” و”قسد”، وربّما تساهم في زعزعة الثقة بين “قسد” وروسيا، التي قد يتضرر دورها كوسيط أو ضامن في المنطقة، إضافة إلى إظهار قدرتها على استخدام القوة العسكرية بطرق مختلفة لا تؤثر على آليات التنسيق مع روسيا، وفقاً للمركز.
العلاقات الروسية التركية
وكان موقع نداء بوست قد أشار إلى أن العلاقات الروسية التركية قد شهدت خلال السنوات الماضية عدة تقلبات بين الصداقة والتعاون في بعض الأحيان والخلاف، الذي وصل لمراحل خطيرة وكان أن يؤدي إلى نزاع بين البلدين بعد إسقاط طائرة روسية من قبل الجيش التركي في سورية.
وبعد طي صفحة الخلاف واستمرار التعاون بالحد الأدنى بين البلدين، عادت الملفات العالقة لتشعل الخلافات وخصوصاً الملف السوري الذي شكل كان سبباً في تصادم بين الطرفين عام 2020.
كيف سيمضي مستقبل العلاقات الروسية التركية بعد الحرب الأوكرانية؟
وفي شباط/ فبراير 2020 استهدفت الطائرات الروسية نقطة عسكرية تركية في منطقة جبل الزاوية ما أدى لمقتل أكثر من 35 جندياً تركياً، في حين قال الجيش التركي أن نظام الأسد من استهدف قواته من أجل عدم دخوله قي حرب مباشرة مع روسيا.
خلاف مستمر
وعلى إثرها قامت قوات الجيش التركي بإدخال الطائرات المسيرة الحرب في سورية وكبدت جيش النظام السوري خلال أسبوع واحد أكثر من 3000 جندي بين قتيل وجريح.
وانتهى التصعيد بين الطرفين بتوقيع اتفاقية 5 آذار عام 2020 في مدينة سوتشي بين الرئيسين التركي والروسي أردوغان وبوتين.
وانتقل الصراع بين الطرفين إلى ليبيا وأذربيجان ولكن بدرجة اقل حيث وقف الطرفان على طرفي نقيض في هذه الحروب لتنتقل بعده التصعيد إلى الملف الأوكراني بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وباعت تركيا عشرات من الطائرات المسيرة طراز “بيرقدار تي بي 2” لأوكرانيا منذ عام 2019.
وفي 3 شباط/ فبراير الماضي العام الماضي زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوكرانيا لتوقيع اتفاق من شأنه توسيع نطاق تجارة الطائرات المسيرة بين البلدين.
ونشرت صفحات أوكرانية وتركية صوراً الطائرات تركية تستهدف قوات الجيش الروسي وتكبده خسائر فادحة في الارواح والعتاد على عدد من جبهات القتال.
جدير بالذكر أن تركيا استضافت في الآونة الأخيرة عدد من الوفود الروسية الأوكرانية في إسطنبول وذلك بهدف الوصول إلى حل سياسي وإنهاء الحرب الأوكرانية بحسب كلام المسؤولين الأتراك.