استولت المليشيات الإيرانية، المتمركزة بالقرب من بلدتي "نبل" و "الزهراء" في ريف حلب، على ممتلكات النازحين من مناطق بريف حلب الشمالي.
وقامت ميليشيات حزب الله اللبناني التي تسيطر على بلدة "عندان"، شمالي حلب، بوضع يدها على الأراضي الزراعية والمنازل، التي قامت بتهجير أهلها، وذلك بعد الحملة العسكرية على هذه المناطق خلال عام2020.
وتسعى المليشيات الإيرانية إلى الحصول على الأموال من خلال الاستيلاء على المنازل وبيعها وتأجير الأراضي الزراعية الواسعة بقرى ريف حلب الشمالي، من أجل تغطية نفقاتها العسكرية.
ويرى "هشام اسكيف" وهو مسؤول الدائرة السياسية لاتحاد ثوار حلب أن: "عمليات الاستيلاء كانت أكثر من كونها عمليات سرقة للأثاث، بل تخطتها إلى عمليات متعلقة بمواد البناء، لإيجاد حل لإعادة الاعمار في مناطق تم احتلالها، فبدأت عمليات سرقة البلاط وحديد التسليح والتمديدات الصحية والأسلاك الكهربائية".
وأشار في حديثه لـ "نداء بوست" أن " إيران سيطرت على مراكز القرار الحكومي بشكل واسع عبر تعينات لمحسوبين عليها وعبر ضغوط مارستها على القرار الصلب للنظام ممثلاُ برأسه بشار الاسد، مما مكنها من استصدار قرارات استخدمتها للاستيلاء على أملاك المهجرين".
ولفت إلى أن "أبرز القرارات هو القانون رقم 10 وملحقاته، وبهذه الصورة تأخذ إيران شكلاً حكومياً تشريعياُ في هذه المنطقة، في ظل سيطرة مليشيات "فاطميون" و "الباقر" ومليشيا "حزب الله".
وأوضح "اسكيف" أن "حزب الله هو مسيطر بشكل كبير، كونه كان متواجداً في هذه المنطقة، من قبيل الثورة واشتدت سيطرته أكثر بعد الاحتلال الإيراني لسوريا".
واتبعت المليشيات الإيرانية سياسة التضييق على الأهالي الذي قرروا العودة إلى منازلهم بعد نزوحهم، من خلال منعهم من جني محاصيلهم الزراعية إضافة إلى هدم المنازل المتضرّرة نتيجة الحرب، لبيع مواد البناء التي تحتويها.
بدوره، قال المحامي أنور العيسى أن "كل شخص مهجر من قريته تقوم المليشيات الإيرانية بتأجير أرضه من خلال مزاد من أجل زراعتها وتقاسم المحصول مع الضامن، بالإضافة إلى جني محاصيل الأشجار في المنطقة".
وأكد في حديثه لـ "نداء بوست" أن " المليشيات قامت بجلب ورشات زراعية من مناطق سيطرة النظام السوري بهدف جني قسم من المحاصيل التي زرعها أهلها قبل تهجيرهم ومن ثم بيعها في الأسواق للحصول على الأموال".
يذكر أن النظام السوري والميليشيات الإيرانية سيطروا على مناطق واسعة شمال وغرب حلب أبرزها مدن وبلدات "حريتان" و"عندان" و "كفر حمرة"، خلال العملية العسكرية المدعومة روسياً في عامي 2019 و 2020.