نداء بوست-أخبار سورية-دمشق
ارتفعت أسعار المحروقات في مناطق سيطرة النظام السوري، بسبب زيادة الطلب على المازوت قبيل حلول الشتاء.
وجاء الارتفاع في السوق السوداء نتيجة لتأخر الرسائل التي تتيح للمواطنين شراء مخصصاتهم من البنزين بالسعر “المدعوم”.
وقالت صحيفة “الوطن” الموالية: إن أصحاب السيارات العامة في محافظة حماة يشترون ليتر البنزين من “السوق السوداء” بثمانية آلاف ليرة سورية، ليتمكنوا من الاستمرار في العمل والعيش وسط هذه الظروف الصعبة.
وبحسب الصحيفة فإن عدداً من المواطنين اشتروا ليتر المازوت بنحو سبعة آلاف ليرة تحسباً للشتاء، رغم تفعيلهم الطلب على المازوت النظامي، مشيرة إلى أن كمية 50 ليتراً المخصصة للبيع بالسعر “المدعوم” بموجب البطاقة الإلكترونية (الذكية) لن تكفي سوى لأيام معدودة.
وفي السياق، أفاد مراسل “نداء بوست” في حمص بارتفاع أسعار المحروقات ضِمن محافظة حمص وباقي مناطق سيطرة النظام السوري بنسب متفاوتة مع اقتراب حلول فصل الشتاء الذي يترقبه الأهالي بجيوب شِبه فارغة لا يكاد ما فيها يسدّ رمق أفراد أُسَرهم، نظراً لتردِّي الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق.
محمد العلي “رب أسرة” مؤلَّفة من خمسة أشخاص تحدث لمراسلنا عن المتاعب والمشقات التي تواجه معظم أرباب الأُسَر خلال الفترة الراهنة التي تصادف أصعب فترات العام من حيث متطلباتها المتمثلة بتأمين ما يلزم للطلاب من قرطاسية وحقائب ومصاريف مدرسية، بالإضافة لموسم المؤن الذي استغنت عنه شريحة واسعة بينما ذهب قسم آخر لاقتصار الكمية التي اعتادوا على صناعتها نظراً لغلاء الأسعار الذي لم يَعُدْ بإمكان الغالبية العظمى منهم تحمُّلها بأي شكل من الأشكال.
ولفت محمد إلى اقتراب موعد فصل الشتاء الذي جعله في حيرة من أمره نظراً لارتفاع سعر طن الحطب لما يزيد عن مليون ليرة سورية، ما يعادل راتب موظف حكومي لنحو سنة أشهر ونصف من العمل، بالتزامن مع ارتفاع سعر المحروقات الذي بلغ مليوناً ونصف المليون ليرة سورية للبرميل الواحد.
من جهته تحدث أحمد، أحد تجار بيع الحطب في مدينة الرستن، بأن ارتفاع الأسعار لهذا العام يتمثل بشقين، الأول منهما ملاحقة التجار من قِبل دوريات الجمارك المنتشرة على الطرقات الرئيسية وداخل المدن والقرى من جهة، وارتفاع أجور النقل وتخليص البضاعة من حواجز الفرقة الرابعة التي تفرض إتاواتها المالية على جميع السيارات الخاصة والعامة على حد سواء.
وأردف “أحمد” بأن ارتفاع سعر المازوت ساهم أيضاً بارتفاع سعر الحطب نظراً للتكلفة المالية المتزايدة على أجور القص والتقطيع والنقل عَبْر السيارات التي تعمل على الديزل، ناهيك عن تحكُّم شبيحة النظام بالبضائع الواردة من ريف حمص الشرقي إلى داخل مدينة حمص ولا سيما أشجار الزيتون المتواجدة على أطراف مدينة تدمر والتي لا يُسمح لأحد بالوصول إليها سوى مَن يخدمون ضِمن المنطقة من الميليشيات الداعمة لنظام الأسد، والذين باتوا يتحكمون بأسعار البضائع بما يتناسب مع مصالحهم الشخصية.
إلى ذلك قال مراسل “نداء بوست” في حمص: إن وزارة النفط التابعة لحكومة نظام الأسد أعلنت عن فتح باب التسجيل على مازوت التدفئة للأهالي بموجب البطاقة الذكية بمعدل 100 لتر مقسومة لنصفين لكل عائلة تمتلك بطاقة ذكية ضِمن مناطق سيطرتها.
وأشار مراسلنا لوجود مئات العائلات التي لم تتسلم مخصصاتها من دفعة العام الماضي بعدما أعلنت وزارة النفط آنذاك نفاد الكمية المخصصة للتوزيع للأهالي، الأمر الذي يخشون وقوعه لهذا العام، بعدما تأمَّل العديد منهم الحصول على المازوت وبيعه ضِمن السوق السوداء لاستبداله ببعض الحطب الذي سيكفيهم لفترة أطول.
تجدر الإشارة إلى أن سعر طنّ الحطب اللوز مليون ليرة سورية، وطن البيريم وهو مخلفات عصر الزيتون مليون ومئتا ألف ليرة سورية، وسعر طن الزيتون التدمري 900 ألف ليرة سورية، وسعر طن الحطب الحراجي يتراوح ما بين 750-800 ألف ليرة سورية.