“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
اتهم نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، غريمه رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، بأنه يسير في مشروع مدمّر إماراتي- إسرائيلي- بريطاني بقيادة مسعود بارزاني.
جاء ذلك خلال اجتماعه مع عدد من قيادات وأعضاء ميليشيا تطلق على نفسها “لواء أئمة البقيع”، وتنشط في محافظة ديالى الحدودية مع إيران شرقي العراق.
وقال في تسريب صوتي للاجتماع (مدته 48 دقيقة) بثه الصحافي العراقي المقيم في أمريكا علي فاضل: إن ”مقتدى الصدر يسير في مشروع مدمّر، مشروع إماراتي، بريطاني، إسرائيلي، بقيادة مسعود بارزاني، وليس هذا “الأرعن” مقتدى، حيث أصبح مسعود مرجعاً للعرب والسنّة والأكراد، وهم الآن كلمة واحدة”.
وأضاف، مخاطباً أحد المشاركين في الاجتماع، “أنظر كيف سلّمونا لهذا الصهيوني الحاقد مسعود بارزاني.. هذا هو مقتدى الصدر”.
وتابع المالكي أن ”المواقع التابعة لمقتدى الصدر تتحدث عن سحل بالحبال، وقطع رؤوس وإعدامات في ساحة التحرير، وسيفعلونها، لأنهم بعثيون، وكل البعثيين وجدوا ملاذاً اسمه مقتدى الصدر والتيار الصدري، كما أن مقتدى أصبح “سبّةً” على والده، الذي يُشتم الآن في الشارع، بل الأسوأ والأنكى والمؤلم أن محمد باقر الصدر، صار يشتم كذلك”.
كما أفصح المالكي عن مخطط لإشعال حرب بين الأطراف الشيعية، حيث تستعد فصائل مسلحة لأي طارئ، ووجّه اتهامات لأغلب القوى السياسية، بما فيها حلفاؤه مثل منظمة بدر، والحشد الشعبي، بالعمالة والفساد المالي.
وأكد بعض أعضاء الميليشيا، خلال الحوار بينهم وبين المالكي، أن لديهم أكثر من 20 ألف مقاتل على الأرض، ويطلبون منه دعماً مالياً ولوجستياً وغطاءً قانونياً، وقد وعدهم المالكي بتوفير ذلك.
ووفق ما ورد في الاجتماع، هاجم المالكي قيادات في “الحشد الشعبي”، وسياسيين بارزين، إضافةً إلى انتقاد المرجعية الدينية في النجف، علي السيستاني، بوصفها بـ”الصامتة.
وقال أحد المتحاورين مع المالكي “نحن الأخيار وكتائب أئمة البقيع بكفة تختلف عن الآخرين، لأننا تحت قيادة مرجعية، والآخرون لا يستطيع المالكي أن يسيطر عليهم، بينما باتصال واحد منك لسماحة آية الله “الميرزا” ستكون جماعتنا تحت طاعتك، لذا يجب أن تكون قوتك واهتمامك بأمة الأخيار. نحن اليوم نسيطر على محور محافظة ديالى تماماً، لا هادي العامري (زعيم تحالف الفتح) ولا قيس الخزعلي (زعيم جماعة “عصائب أهل الحق”)، وأن علاقتنا مع الخزعلي جيدة، لكن مع العامري غير جيدة”
وزعم أحد المشاركين في الاجتماع قائلاً: “لدينا معمل صواريخ، ونعمل على تصنيع صاروخ عبر القارات، ولدينا ترسانة صواريخ قوية”.
وأضاف: “لدينا دبابات ومدرعات وطائرات مسيرة، وإذا أردت سنقوم باستعراض عسكري، لكننا نحتاج إلى غطاء قانوني، ونحتاج إلى دعمك، وأن تكون هناك نثرية مالية، فالمقاتلون هم أبناؤك”.
وردّ عليه المالكي: “نحتاج إلى استعدادات حقيقية على الأرض، وليس شعارات، نحتاج إلى سلاح ووضع قانوني ومدعوم بمؤيدين، وأن تظاهرتكم ستخرج، لكن بشرط أن تكون بقوة كبيرة، تظاهرة أمة الأخيار حتى تدخلوا بقوة كبيرة”.
وأكد للمشاركين أن “الغطاء إما حشد أو دفاع، نحن لا نسلم الدفاع شيئاً، لكن كغطاء أن تكون قواتكم مغطاة من الدفاع، على أن تكون قيادتكم وعملكم منفصلاً عنها.”
وتساءل: “هل لكم علاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ وهل لديكم إشكالاً أن نطلب دعم منهم، فأنا اليوم سأستقبل شخصاً منهم، وسأمهد للقاء لكم معهم، أنتم لا تعرفون الإيرانيين بشكل صحيح، أنا فقط أرتب لكم موعداً معهم وأبلغهم بضرورة دعمكم، لأنهم يشعرون أيضاً بخطورة الوضع، وأنا أوصيهم بكم، وليكن حديثكم مع الحرس الثوري”.
ويذكر أنه على الرغم من النفي المتكرر للمالكي لتلك التسجيلات، وادعائه فبركتها عبر اقتباس مقاطع من صوته وتركيبها لتظهر بهذا الشكل، فإن فريقاً تقنياً عراقياً يطلق على نفسه “التقنية من أجل السلام”(Tech 4 Peace) قد أكد، الخميس الماضي، صحة تلك التسجيلات الصوتية، وأن القضاء العراقي بدأ بإجراء تحقيقات رسمية، بشأن تلك التسريبات، بعد تصاعد المطالبات من طرف جهات سياسية وأوساط شعبية بضرورة التحقيق في ما ورد في حديث المالكي.
كما قال الصحافي علي فاضل: “مع نهاية هذا التسجيل انتظروا تسجيلات لسياسيين آخرين بإعمال تشيب لها الولدان”.