سجلت الليرة السورية خلال الـ 48 ساعة الماضية انخفاضاً كبيراً في قيمتها أمام العملات الأجنبية، في وقت حافظ به "المصرف المركزي" التابع للنظام على سعر الصرف الذي حدده في حزيران/ يونيو من العام الماضي.
وانخفض سعر صرف الليرة السورية في العاصمة دمشق إلى 3470 شراءً و3510 مبيعاً أمام الدولار، و4210 شراءً 4264 مبيعاً أمام اليورو، و490 شراءً و498 مبيعاً أمام الليرة التركية، وبلغ سعر غرام الذهب من "عيار 21" 178 ألفاً و435 ليرة.
وحول أسباب هذا التدهور، أوضح الباحث في الشأن الاقتصادي "فراس شعبو" أن مسألة انهيار الليرة السورية تدخلها عدة عوامل أهمها تناقص القدرة الاقتصادية للنظام وفقدانه لحوامل الاقتصاد من موارد نفطية وتصنيع وتصدير ويد عاملة وبنية تحتية ومواد أولية، إضافة لكونه نتيجة للوضع الاقتصادي المتردي.
وأضاف "شعبو" في حديث لـ "نداء بوست": "النظام السوري لجأ إلى طرح فئات نقدية من فئة الـ2000 ليرة وفئة الـ5000 في محاولة لمعالجة هذا الإشكال الحاصل، إلا أن ذلك كان له انعكاسات سلبية خاصة مع فقدان القدرة على الإنتاج وانخفاض الناتج القومي بنسبة 70%، وتجاوزت نسبة العجز في الموازنة العامة لعام 2020 الـ45%".
وأشار إلى عجز النظام والمصرف المركزي التابع له عن التدخل ووقف هذا التدهور باستثناء بعض الإجراءات الأمنية، كالحجز على أموال رجال أعمال موالين وتهديد آخرين بإجراء مماثل في حال رفضوا دفع مبالغ مالية بالقطع الأجنبي يتم تحديدها لهم.
وأردف: "النظام لا يعترف بوجود أزمة، ويزعم أن أسعار الصرف وهمية، بالمقابل هو يسعر تلك الأسعار "الوهمية" كما يفعل في مسألة دفع "البدل النقدي للخدمة الإلزامية"، مرجحاً أن تشهد الليرة السورية مزيداً من الانهيار خلال الفترة المقبلة.
يذكر أن المصرف المركزي التابع للنظام السوري أعلن في 24 كانون الثاني/ يناير من العام الحالي طرح ورقة نقدية من فئة الـ5000 ليرة سورية، وذلك في محاولة لمواجهة التضخم وانخفاض قيمة العملة السورية.