نداء بوست – ريحانة نجم – بيروت
بالرغم من كل الأزمات التي يرزح تحتها لبنان والانهيار الحاصل في قيمة العملة الوطنية وما تبعه من غلاء في الأسعار، إلا أن عيد الفطر المبارك لما له من قيمة لدى اللبنانيين -وخاصة المسلمين منهم، في إدخال البهجة والسرور في نفوس الناس، بعد شهر كامل من الطاعة والصيام- تحتل تحضيراته المرتبة الأولى في أولويات المسلمين في لبنان.
وتشهد الأسواق والشوارع حركة دؤوبة وتكدُّس سيارات، فالأسواق ممتلئة بالناس بالرغم من الغلاء الذي يشهده البلد، ولكن الملابس الجديدة للعيد عرفاً وعادةً لا تستطيع أن يوقفها اللبنانيون، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الجمعيات الأهلية والميسورين من رجال الأعمال ينظمون خلال شهر رمضان حملات تبرعات، لمساعدة العائلات المتعففة بشراء ملابس العيد لأطفالهم، والهدايا والألعاب أيضاً، لعدم حرمان هؤلاء الأطفال من فرحة العيد.
كما تشهد محلات الحلويات ازدحاماً غير مسبوق عشية العيد، خاصة في الأحياء الشعبية، إذ تُجري المحلات عروضات على أصناف متنوعة من الحلويات المخصصة للأعياد، ويشتهر لبنان بمعمول العيد المحشو بالتمر والجوز والفتسق، أضف إلى ذلك الملبن وقطع الشوكولا الصغيرة التي توزع صباحيات العيد.
كما تشهد شوارع المدن والقرى اللبنانية في هذا العيد ازدحاماً من نوع آخر، يتمثل في الزينة والمصابيح الكهربائية التي تتدلّى من شرفات المنازل، وأصوات تكبيرات العيد صباحية هذا اليوم.
وهناك تحضيرات من نوع آخر بدأت في المناطق ذات الوجود المسلم لا سيما في العاصمة بيروت ومدينتَيْ صيدا (عاصمة الجنوب) وطرابلس (عاصمة الشمال)، وتعمل الجمعيات الكشفية بالتنسيق مع بلديات المناطق على إقامة مهرجانات خلال أيام العيد في ساحات البلدات أو الحدائق، تتخللها مسابقات وجوائز، وألعاب للأطفال، وعدد من البسطات التي تقدم الحلوى، والمكسرات والمناقيش وغيرها من الأكلات التي يحبها الأطفال، ويكون الدخول لهذه المهرجانات إما مجانياً، أو مقابل بدل قليل جداً، وعادة ما تُوزَّع فيه أعداد كبيرة من الجوائز المادية والعينية.
ويمتاز العيد في لبنان بخاصية اجتماعية تمثل قيماً إنسانية يتمّ خلالها التعبير عن الفرح والعطاء والتواصل ومساعدة الغير، كما تُقام سهرات وحفلات طربية ودينية أول وثاني وثالث أيام العيد.