أصدرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بياناً مشتركاً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يوم أمس الثلاثاء بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية نددت خلاله بجرائم النظام ضد شعبه، فيما ردت الخارجية الأمريكية على دعوات رفع قانون "قيصر".
وقالت اللجنة في البيان الذي ترجمته "نداء بوست" إنه "قبل 10 سنوات خرج الشعب السوري بشكل سلمي للمطالبة بالإصلاح والحرية، في حين رد النظام باستخدام العنف والاعتقالات التعسفية والقتل والهجمات ضد المدنيين، وتدمير البنية التحتية بحجج خاطئة تتعلق بمكافحة الإرهاب".
وأشار البيان إلى استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة واستهداف التجمعات المدنية بشكل متعمد، وقصف المشافي والمدارس وارتكاب انتهاكات كبيرة للقانون الإنساني الدولي.
وتطرقت اللجنة في بيانها إلى قانون "قيصر" وتهريب الضابط المنشق صوراً لآلاف المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب، مؤكداً أن القانون يهدف إلى محاسبة النظام وداعميه، وحرمانه من المواد اللازمة لتمويل الآلة العسكرية، وإرسال رسالة واضحة للمجتمع الدولي ترفض التطبيع مع "الأسد" أو إعادة تأهيله.
وانتقدت اللجنة الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري، وتمكينه عسكرياً من ارتكاب مزيداً من الجرائم ضد المدنيين، كما نددت باستخدام موسكو حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود.
وأكد البيان أن النظام السوري وداعميه مسؤولين عن قتل أكثر من نصف مليون مدني، وتهجير 12 مليوناً آخرين، مشيراً إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها السوريين وحاجة أكثر من 13 مليون لمساعدات عاجلة.
وقدمت اللجنة في ختام بيانها توصيات إلى الإدارة الأمريكية، تتضمن ضرورة الإبقاء على سياسة الضغط ضد النظام والبحث عن حل سياسي في سوريا والعمل على تفعيل القرار الدولي 2254، وبذل الجهود لتأمين وقف إطلاق نار دائم، ودعم أعمال اللجنة الدستورية، والالتزام بمحاسبة "الأسد" وداعميه والإبقاء على قانون "قيصر"، "لحين الوصول إلى سوريا خالية من العنف يعود إليها اللاجئين ويقرر فيها السوريون مستقبلهم من خلال انتخابات حرة ونزيهة".
في سياق متصل، ردت وزارة الخارجية الأمريكية على الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الإماراتي "عبد الله بن زايد" لقانون "قيصر"، ودوره في إعاقة عودة النظام السوري إلى مجلس الجامعة العربية.
وأكد متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الأزمة الإنسانية "شديدة الخطورة" في سوريا سببها عرقلة النظام للمساعدات المنقذة للحياة، والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية، مشدداً على ضرورة انخراط "الأسد" وداعميه في الحوار السياسي والسماح بوصول المساعدات من أجل تحقيق نهاية مستدامة لمعاناة الشعب السوري.
ونقلت قناة "الحرة" عن المتحدث -لم تسمه- قوله: "أعتقد أن الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل أوسع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين، ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان إبقاء الحل السياسي في متناول اليد".
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الإماراتي انتقد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف" يوم أمس الثلاثاء قانون "قيصر"، وزعم أن "عودة سوريا إلى محيطها أمر لا بد منه، وهو من مصلحة المنطقة ككل، والتحدي الأكبر الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا هو قانون قيصر".