نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء
شهدت محافظة السويداء، تزايُداً في أعداد المصابين بِعَضّات الكلاب الشاردة، في وقت تعاني به المشافي من قلة اللقاحات المخصصة لـ”داء الكلب” وانقطاعها بسبب عدم توفير وزارة الصحة التابعة للنظام السوري كميات كافية منها.
وقال مراسل “نداء بوست”: إنه في يوم الخميس الماضي تعرض طفل في مدينة شهبا لعضة كلب شارد، حيث أفاد والده بأنه تم إسعافه ونقله إلى مشفى المدينة ثم المشفى الوطني في السويداء، إلا أنه لم يجد فيهما اللقاح المخصص لـ”داء الكلب”.
وعندما سأل والد الطفل، الطبيب المختص في دائرة الأمراض المشتركة بالسويداء عن سبب انقطاع اللقاح، قال إن الدائرة تتواصل بشكل دائم مع “مديرية الأمراض السارية” بدمشق من أجل توفير اللقاح والمصل، إلا أنها تزعم أنه غير متوفر لديها.
وأشار إلى أن كميات اللقاح التي وصلت منذ فترة إلى مشافي السويداء وشهبا وصلخد، نفدت بسبب تزايُد عدد الحالات التي تعرضت لعضّات الكلاب، إثر انتشار الكلاب الشاردة بشكل كبير، بالإضافة إلى أن الكلاب التي يتم تربيتها في المنازل استنفدت كامل جرعات اللقاح.
ويضيف الطبيب أن المصل متوفر في المستشفيات لكن اللقاح فُقد منذ بضعة أيام، وأشار أيضاً إلى أن اللقاح يتم شراؤه بمبالغ كبيرة عن طريق التهريب من لبنان.
وداء الكلب هو مرض فيروسي مُعْدٍ ينتقل من الحيوانات المصابة إلى البشر والحيوانات الأليفة الأخرى غير الكلاب عن طريق الخدش أو العضّ، وهو يظهر على شكل التهاب في الدماغ له فترة حضانة تُرافَق بأعراض مثل صداع وفرط الحركة أو الخمول، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجه.
الإهمال المتعمَّد للسويداء من قِبل النظام السوري، على كافة الأصعدة طال الجانب الصحي بشكل كبير، حيث تمّ حتى الآن توثيق عدة حالات وفاة سابقة بهذا الداء.
وسبق أن أعلنت دائرة الأمراض السارية في السويداء تسجيل 388 حالة وصلت لمشافي المحافظة خلال عام، وترافق ذلك مع النقص الشديد في تأمين اللقاح والأمصال، ومع استمرار تجاهل النظام وعجزه أو عدم رغبته بحل هذه المشكلة.