“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
طالب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اليوم الثلاثاء، بإلغاء مخيم الهول، ودعا الدول إلى سحب رعايها منه.
وقال مكتب الأعرجي في بيان، اطلع عليه “نداء بوست”: إن الأخير “استقبل وفداً من البرلمان الأوربي، يمثل لجنة الأمن والدفاع، برئاسة ناتالي لويزو، وبحضور سفير الاتحاد الأوربي في العراق فيليه فاريولا، وشهد اللقاء استعراض أبرز الموضوعات التي تخص الأمن والتنسيق والتعاون ودعم العراق، وجرت مناقشة دور البعثة الاستشارية للاتحاد الأوربي في العراق، واستمرار وتطوير عملها”.
وأضاف البيان أن الأعرجي “بحث مع وفد البرلمان الأوربي ملف مخيم الهول في سورية، مطالباً المجتمع الدولي بإلغاء المخيم، و”سحب الدول لرعايها من المخيم الذي يشكل خطراً حقيقياً على المنطقة والعالم”، إلى جانب بحث قرار الحكومة العراقية المتعلق بنقل العوائل العراقية من المخيم إلى العراق، فضلاً عن بحث ملفات الأمن القومي والتعاون الدولي، والعلاقة بين العراق والاتحاد الأوربي”.
ويقع مخيم “الهول” في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية وبالقرب من الحدود العراقية، تسيطر عليه “قسد”، ويضم عوائل وذوي عناصر تنظيم “داعش” من العراقيين والسوريين والأجانب أكثر من نصفهم دون سن 18، ويبلغ عددهم قرابة 62287 شخصاً، حيث بلغ عدد النازحين السوريين داخل المخيم 22616 شخصاً، واللاجئين العراقيين 30607 أشخاص، أما الأجانب فيبلغ عددهم 8965 شخصاً يتوزعون على نحو 13 ألف خيمة حسب آخر إحصائية لإدارة المخيم.
وأشارت تقارير للأمم المتحدة إلى أن المخيم شهد، على مدار العام الماضي، زيادةً في العنف بين سكانه، مع الإبلاغ عن مجموعة من الهجمات المروّعة.
وأكدت أنها تلقت بلاغات عن 90 حادثة قتل لسكان سوريين وعراقيين في المخيم، بمن فيهم عاملان إغاثيان على الأقل. وأُصيب كثيرون آخرون بجراح خطيرة.
ودعا مسؤولون أمميون، في بيان صدر بداية العام الجاري، جميع الأطراف التي لديها نفوذ لضمان اتخاذ إجراءات أمنية مناسبة تسمح باستمرار إيصال المساعدات الإنسانية على نحو آمِن وفعّال.
وقال البيان: “تظل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى ملتزمةً في حشد وتسليم الدعم الاعتيادي والمنقذ للحياة في المخيم، ولكن يمكنها فعل ذلك على نحو فعّال فقط إذا اتُّخذت خطوات لمعالجة قضايا السلامة المستمرة”.
وشدد على أن المدنيين في الهول يحتاجون إلى حلول كريمة ومستنيرة ودائمة لنزوحهم.
ودعا البيان الدول الأعضاء إلى مواصلة الانخراط، وأن تكون جزءاً من الحل، مضيفاً أنه “يتعين علينا جميعاً العمل بشكل جماعي لحل هذه المشكلة، ودعم حقوق وكرامة وإنسانية كل فرد يعيش في مخيم الهول”.
وتابع: “مثل هذا العنف يعرّض السكان للضغط الشديد، ويضرّ بصحتهم العقلية وآفاقهم على المدى الطويل”.
وسبق لوكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري، أن قال: “إن بقاء العوائل في مخيم الهول ضمن تعبئة وتربية “داعش” لن يجلب لنا سوى مستقبل مظلم من الدواعش من هؤلاء الأطفال، يتوجهون إلى العراق فيما بعد لتنفيذ العمليات الانتحارية”، مشيراً إلى أن “هناك دولةً مصغرةً لدولة “داعش” في الحسكة، ويجب أن نبدأ بإعادة هؤلاء ببرنامج واضح”.
وبيّن أنه تم إجراء كافة التحضيرات لاستقبال العوائل من مخيّم الهول، ومنها في مخيم “الجدعة 1″، حيث تم نصب الخيام، ووضع التسهيلات وكل الإمكانيات من أجل استيعابها.
وكشف عن وجود توجيه وعمل خطير داخل المخيم أشبه بدولة مصغرة لتنظيم “داعش”، بالرغم من سيطرة “قسد” عليه، لذلك حصلت عمليات قتل واغتيالات كثيرة جرى التعتيم والتكتم على بعض منها، مؤكداً أن أعدادها تصل إلى العشرات.