“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
اندلعت في مدينة البصرة، جنوب العراق، اشتباكات مسلحة، ليلة أمس الأربعاء، بين مقاتلي “سرايا السلام” (الجناح المسلح للتيار الصدري) ومسلحين من “عصائب أهل الحق” التي يتزعمها قيس الخزعلي، وذلك بعد مقتل القيادي في السرايا، حسين فؤاد، وإصابة مرافقه بجروح، فارق الحياة في وقت لاحق من اليوم على إثرها.
وكانت الاشتباكات متقطعةً، واستمرت حتى فجر اليوم، وسط البصرة قرب الجسر الإيطالي، وعلا أزيز الرصاص.
وقال مصدر أمني عراقي: إن الاشتباكات أسفرت عن قتيل وجريحين، ووصلت إلى منطقة القصور الرئاسية، وإن محافظ البصرة، أسعد العيداني، وجّه القوات الأمنية بالانتشار ومنع حركة المسلحين.
وأفادت حركة العصائب في بيان، اليوم الخميس، بمقتل عنصرين ينتميان إليها هما علي صبّار الحريشاوي، وسرمد حسين المحمداوي “أثناء تأديتهما الواجب في مقرات الحشد الشعبي”.
لكن خلية الإعلام الأمني في العراق ذكرت، في بيان أصدرته، أن القضية عبارة عن حادثة جريمة قتل في وسط البصرة لقيادي من سرايا السلام، وإصابة شخص آخر تواجد معه، مضيفةً أن القوات الأمنية ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم، وتقوم بالتحقيق معهم.
من جهته، قال محافظ البصرة: إن الوضع الآن تحت السيطرة، وجرى احتواء الاشتباكات في المدينة، والوضع فيها مستقر وآمِن، مؤكداً أن المواجهات لم تنتشر بشكل كبير في المدينة قبل احتوائها من قوات الأمن.
وأكد محللون ووسائل إعلامية أن ما حدث في البصرة هو نتيجة التأزُّم الموجود في البلاد، والأحداث الدموية التي وقعت في المنطقة الخضراء ببغداد، وخلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى، قبل أن تنتهي بدعوة مقتدى الصدر أنصاره للانسحاب من المنطقة الخضراء، وإنهاء “الإطار التنسيقي” اعتصام أنصاره في محيط الجسر المعلق بالعاصمة بغداد، الذي استمر نحو 3 أسابيع، لتنتهي بذلك 24 ساعة ملتهبة عاشتها البلاد بين يومَي الإثنين والثلاثاء، قبل أن تتجدد الاشتباكات في البصرة.
على الصعيد ذاته، وجّه صالح محمد العراقي، الذي يُعرف بـ”وزير القائد”، المقرب من زعيم التيار الصدري، اليوم الخميس، تحذيراً صريحاً وشديد اللهجة إلى الأمين العامّ لحركة “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي على خلفية الاشتباكات التي حصلت في مدينة البصرة.
وقال وزير الصدر، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، اطلع عليه “نداء بوست”: “أحذرك يا قيس إذا لم تكبح جماح ميليشياتك الوقحة، وإذا لم تتبرأ من القَتَلة والمجرمين التابعين لك، أو تُثبت أنهم لا ينتمون إليك فأنت أيضاً وقح”.
وأضاف قائلاً: “كفاك استهتاراً بدماء الشعب أيّاً كانوا، فإن أعطيتَ لنفسك الولاية بقتل أتباعك مثل “أبي ذر)” فلا يعني أنك تنصب نفسك جلاداً لكي تغتال كلابُك المسعورةُ الأُسودَ، والحشد براء منك أيها الوقح”.
كما هاجم العراقي، أمس الأربعاء، “الإطار التنسيقي”، داعياً إيران إلى “كبح جماح بعيرها في العراق”.
وذكر، في بيان صحافي: “لم أستغرب ولا طرفة عين من مواقف الإطار التنسيقي الوقح، ولا من ميليشياته الوقحة حينما يعلنون وبكل وقاحة متحدّين الشعب برُمّته وبمرجعيته وطوائفه بأنهم ماضون بعقد البرلمان لتشكيل حكومتهم الوقحة، وما زال دم المعدومين غدراً من المتظاهرين السلميين، وبطلقات ميليشياتهم القذرة لم يجفّ، وكأن المقتول إرهابي أو صهيوني ولا يمتّ إلى المذهب بصلة أو إلى الوطن بصلة”.
وأضاف العراقي: “نعم تلك وقاحة ما بعدها وقاحة، فلا دِين لهم، ولا أخلاق، ولا يتحلون بقليل من شرف الخصومة، فيا له من ثالوث وقح لا يعرف معنى الإصلاح، ولا الثورة، ولا السلمية، ولا معاناة الناس على الإطلاق، تلك ثُلّة عشقت الفساد والمال والرذيلة، وتغذت عليها كالدابة التي تغذت على العذرة فما عادت صالحة حتى للأكل”.
وتابع: “عشِقت الفساد الذي تتغذى وتنمو قوتها منه، ولم تحاول ولو لمرة واحدة كشف ملف فساد واحد وكأنهم معصومون. إنهم لا يعشقون الفساد فحسب بل إنهم يبغضون الإصلاح والمصلحين، ويرقصون على شهدائهم مرةً، وعلى انسحابهم من البرلمان مرةً، ومن المظاهرات مرةً أخرى، وكأن الشهداء والمنسحبين من جنسية ليست عراقيةً، ومن أقلية لا تملك الملايين من المحبين والمنتمين في هذا الوطن. إنها الوقاحة يا سادة. إنه صراع الوجود، وجودهم في السلطة والطغمة الفاسدة المَقيتة التي حانت بشائر زوالها”.
وختم العراقي قائلاً: “ومِن هنا، إذا لم يعلنوا الحداد فليعتبروني والتيار من اليوم عدوّهم الأول بكل السُّبل المتاحة، وبعيداً عن العنف والاغتيالات التي قرر الفاسدون أن يُصفُّوا خصومهم بها. وهذا ندائي للجارة إيران أن تكبح جماح بعيرها في العراق وإلا فلات حِينَ مندَم”.