نداء بوست -أخبار سورية- إسطنبول
أعرب رئيس هيئة التفاوض السورية، أنس العبدة، عن رفض المعارضة لمحاولات تمييع العملية السياسية وَفْق القرار الأممي 2254، وثبات موقفها والتزامها بالانتقال السياسي الكامل كأساس للحل.
وقال العبدة في مؤتمر صحافي عقده اليوم الخميس في إسطنبول: "هناك خطر يستهدف الغاية الأساسية للعملية السياسية وَفْق القرار الدولي، وهو الانتقال السياسي".
وأضاف: "القرار 2254 هو خارطة طريق للانتقال السياسي، السياقات الحالية من خلال تصريحات محسوبة على جهات داعمة للنظام هي في اتجاه تمييع القرار الأممي وضرب الانتقال السياسي".
وبخصوص تصريحات المبعوث الروسي ألكسندر لافرنتييف التي قال فيها: إن الهدف من اللجنة الدستورية لا يجب أن يكون تغيير النظام أو صلاحيات رئيسه، قال العبدة: إن "نص القرارات الدولية التي وافقت عليها روسيا هو أفضل رد عليها".
وأردف: "كل تلك القرارات تنص على الانتقال السياسي، ومقابل التصريحات الروسية كان هناك صمت دولي مطبق وهو أمر مؤسف ومن قبل الأمم المتحدة أيضاً، وهو مؤسف أكثر لأنها المعنية بتطبيق القرارات الأممية".
وتابع: "قبل أيام زار المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، طهران وأصدرت الخارجية الإيرانية بياناً عن اللقاء نسبت فيه أقوالاً للمبعوث الدولي، وبسبب الترجمات خرجت عدة صيغ للإعلام منها أنه قال: كل الأطراف في الملف السوري لا تتحدث عن التغيير".
وزاد: "مرة أخرى صمت من الأمم المتحدة على الرغم من أن التصريحات منسوبة بشكل مباشر بين قوسين للمبعوث الدولي، نتفهم موضوع الترجمات ولكن هناك مسؤولية على الأمم المتحدة ولم يحصل توضيح بعد الزيارة".
العبدة أشار أيضاً إلى اللقاء الذي عقده مع بيدرسون في الدوحة قبل أيام عقب هذه التطورات قائلاً: "نفى المبعوث الدولي أن يكون قد قال إن كل الأطراف الدولية باتت لا تتحدث عن تغيير النظام، كما نفى قطعياً أنه قد قال إن الأطراف السورية باتت لا تتحدث عن تغيير النظام، ولكن ما قاله إن الدول التي التقى ويلتقي بها باتت لا تتحدث عن تغيير النظام".
وأكمل: "بغض النظر عن صحة المعلومة من عدمها نسأل الأمم المتحدة ما الفائدة من طرح أمور كهذه مع أطراف حليفة للنظام"، متسائلاً: "كيف يمكن للأمم المتحدة التي يفترض أنها تسعى لتطبيق القرار الأممي أن تضع مثل هذه السرديات في لقاءاتها، وهو أمر مرفوض من قِبلنا لأنه أمر لا يساهم في دفع العملية السياسية والقرار الأممي".
وأكد أنه طالب بيدرسون بتوضيح التصريح لأنه "يتعلق بأهم جزء بالعملية السياسية وهو الانتقال السياسي، وهو أمر لا يمكن تجاهُله وتجاوُزه، ولا حل سياسي بدون انتقال سياسي وعلى الجميع إدراكه وعلى رأسهم الأمم المتحدة، إن لم يتم التوضيح من قِبل الأمم المتحدة فسنوضحه نحن".
وفي هذا السياق، أضاف العبدة: "طلبت منه أن يثبت في محضر الاجتماع أننا ملتزمون بالتطبيق الكامل للقرار 2254 والانتقال الشامل وهو موقف الهيئة الثابت ولم يتغير ولم يتزحزح وسنقف أمام كل محاولات التمييع أو تجاوز للهدف الأساسي للقرار وهو الانتقال السياسي".
كما حذر العبدة "من الانجرار خلف أنصاف الحلول وتجاوُز القرارات الدولية"، وطالب الدول الحليفة "برفع الصوت عالياً بوجه الضغوط الروسية والإيرانية، وضرورة مراجعة المنهجية الأممية الحالية في إدارة العملية السياسية".
ونفى العبدة، أن تكون الأمم المتحدة قد قدمت أي تصور عن مبدأ "الخطوة بخطوة" الذي طرحه بيدرسون سابقاً، قائلاً: "حتى الآن لم تقدم الأمم المتحدة تصوراً واضحاً عن هذه المنهجية، ونخشى أن يكون التصور لا يخدم السوريين ولا يتوافق مع القرارات الأممية".
ولفت إلى أن المعارضة لديها خيارات لمواجهة تلك المقاربة، قائلاً: "نحن لدينا أرض وقوة عسكرية وقدرة على الصمود المجتمعي والحوكمي أكثر من مناطق سيطرة النظام، ونستطيع أن نكون ثابتين بمطالبنا السياسية والانتقال السياسي فعلينا الثبات وإفشال محاولات تمييع القرار".
ومضى بالقول: "علينا أن نكثف العمل الدبلوماسي والسياسي مع الحلفاء ويجب أن نجلب من الدعم الإنساني والتنموي للمناطق المحررة، والنظام لم يقدم جديداً يدعو لعقد جولة جديدة للجنة الدستورية رغم وعود تلقاها المبعوث الأممي من طهران للمساعدة بذلك".
على صعيد آخر، نفى العبدة أن يكون هناك استثناء أمريكي لتسيير خط غاز إلى لبنان عبر سورية، وقال: "ليس هناك حتى الآن رسالة تطمين أو استثناء من الإدارة الأمريكية بخصوص هذا المشروع من عقوبات قانون قيصر وكل ما ورد في الإعلام اللبناني غير صحيح".