نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
قدم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التعازي بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، من خلال اتصال أجراه مع أنطون أبو عاقلة شقيق الفقيدة، معرباً عن إدانته للجريمة التي ارتكبت بحقها أثناء تغطيتها اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين.
وأعرب الملك عن خالص التعازي لذويها ولزملائها الصحفيين والإعلاميين بهذا المصاب الأليم، معرباً عن استنكاره للجريمة، التي تعد خرقاً للقانون الدولي الإنساني والمواثيق والأعراف الدولية وتعدياً على حرية الصحافة.
وأشاد الملك عبد الله بمسيرة الفقيدة المهنية، وتميزها في تأدية مهامها لنقل الأحداث بشجاعة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
في سياق متصل، أعلن معهد الإعلام الأردني أنَّه وبناء على توجيهات من العاهل الأردني، فقد تقرَّر تخصيص منحة دراسية سنوية على نفقة الملك عبد الله الثاني، تحمل اسم شيرين أبو عاقلة، للحصول على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام للصحفيات الفلسطينيات.
وأكد المعهد أنَّ التوجيه الملكي جاء تكريماً للصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة، وتقديراً لمهنيتها في العمل الإعلامي، وتميزها في تأدية مهامها، لنقل الأحداث بشجاعة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
كما قررت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية استحداث منحة في مجال الدراسات العليا في كلية العمارة والتصميم باسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
وقال الدكتور خالد السالم رئيس الجامعة: إن تخصيص هذه المنحة جاء تخليداً لذكرى الشهيدة أبو عاقلة التي دفعت حياتها ثمناً لنقل الحقيقة، ولإخلاصها وتفانيها في عملها، الذي كان له الدور الكبير في تغطية الأحداث وإيصال الصورة للعالم على مدار سنوات عديدة، مضيفاً أن الجامعة ستطلق اسم الشهيدة على أحد المراسم في كلية العمارة والتصميم.
ومن الجدير بالذكر أن أبو عاقلة التحقت في بداية دراستها الجامعية بقسم الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، لتكمل بعدها دراستها في تخصص الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك الأردنية أيضاً.
في السياق نفسه، قرر صندوق “حياة للتعليم” الأردني تخصيص منحة دراسية جامعية كاملة مقدمة من الصندوق باسم الصحفية شيرين أبو عاقلة، تدفع على نفقة الصندوق في مختلف جامعات الأردن.
وقال رئيس هيئة المديرين في الصندوق، المهندس موسى الساكت اليوم الإثنين، في بيان صحفي إن هذه المنحة التي سيستفيد منها الطالب ستكون في كل عام وعلى مدى الحياة وستحمل اسم الصحفية أبو عاقلة التي ناصرت قضيتنا الفلسطينية وأهلنا هناك ليبقى اسمها علماً على مدار التاريخ وشاهداً على جرائم المحتل الغاصب.
يُذكر أن صندوق حياة يهدف إلى تحقيق رسالته من خلال القيام بمشاريع دعم الطلبة ومنح خريجي الثانوية العامة من غير المقتدرين مادياً، فرصة الحصول على التعليم والتدريب المهني في الجامعات والمعاهد الأردنية عن طريق تقديم القروض والمنح لتمكينهم من بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ومجتمعهم.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لمعهد الإعلام الأردني مصطفى حمارنة اليوم الإثنين، أن المنحة الملكية لدراسة الماجستير باسم الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ستبدأ العام الدراسي المقبل في شهر أيلول/ سبتمبر.
وقال حمارنة لوسائل الإعلام إن البعثة ستكون سنوية لإعلاميات فلسطينيات، لافتاً النظر إلى أن المعهد بدأ بتجهيز الشروط لهذه المنحة.
وأشار إلى أنها تسلط الضوء على ما يتعرض له الصحفيون والإعلاميون من أخطار في العالم.
في سياق متصل ومنفصل، رزق مواطن فلسطيني من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بتوأم أطلق عليه اسم “شيرين” و”جنين” تيمناً بالشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، ومدينة جنين التي ارتقت فيها شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقال محمد أبو ثابت والد التوأم: “في يوم استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة رزقت بتوأم، فقررت على الفور تسميته (شيرين وجنين)، تيمناً بها وبمكان ارتقائها ووفاءً لمسيرتها”.
وأشار إلى أنه تأثر كثيراً وصُدم باستشهاد أبو عاقلة، لافتاً إلى أن والديه بكوا عليها.
وأضاف أبو ثابت، “منذ طفولتي أعرفها، ونسمع صوتها ونرى صورتها على الشاشة باستمرار، ونعلم حجم المخاطرة التي كانت تواجهها في نقل الخبر والحقيقة للعالم من معاناة وألم وعذابات الشعب المكلوم؛ لذلك لم يرق للاحتلال بال وأراد إخراس الحقيقة بقتلها”.
وتابع، “لم أتوقع أن تلك الصحفية ستتحول في يومٍ ما إلى خبر بعدما كانت تنقله لنا وللعالم، فهي خسارة كبيرة للقضية وللشعب الفلسطيني”.
وعبّر أبو ثابت عن فخره واعتزازه بها وبمخيم الشهداء والتضحيات “جنين” الذي ارتقت على أرضه.
وقضت شيرين أبو عاقلة صباح الأربعاء الماضي، بعد إصابتها برصاصة قنّاص إسرائيلي أثناء تغطيتها الصحفية لاقتحام مخيم جنين. وبتسديد ذلك القنّاص رصاصته الغادرة تحت الرأس المغطى بخوذة وفوق السترة الواقية من الرصاص، وتحديداً قرب أذن الشهيدة، فإن طريقة الاغتيال ترتقي لجريمة حرب وإعدام خارج أطر القانون وبدون محاكمة.