نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
وضع العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين اليوم السبت ممثلي الدول المشاركة في مؤتمر جدّة للأمن والتنمية، في حيثيات ما يجري على حدوده الشمالية الشرقية من توترات أمنية، ومحاولات تهريب مخدرات وممنوعات شبه يومية.
وبحضور ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، تحدث ملك الأردن خلال كلمته للمؤتمر الذي يُعقد في مدينة جدّة السعودية بمشاركة الرئيس الأمريكي، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، والرئيس المصري، ورئيس الوزراء العراقي، عن تداعيات ما بعد كورونا، وأشار للنتائج الكارثية التي تتسبب بها الحرب الروسية الأوكرانية، على صعيد الأمن الغذائي، وعلى صعيد اضطراب مصادر الطاقة الإقليمية والعالمية.
الملك الأردني أكد في كلمته أن لا أمن ولا استقرار ما لم يتحقق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل الرابع من حزيران 1967.
وفي لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش قمة جدة، أعلن العاهل الأردني بعد اللقاء أن الموقفين الأردني والأمريكي متوافقان حول موضوع الوضع القائم في القدس، وحول ما يتعلق بالمقدسات الإسلامية والمسيحية هناك، ملمحاً، هنا، لمسألة الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس، وإقرار الإدارة الأمريكية هذه الوصاية واعترافها بها على ما يبدو.
العاهل الأردني قال في كلمته لقمّة جدّة: إن الأردن يخوض بشكل شبه يوميّ مواجهات أمنية بمختلف أنواع الأسلحة تقريباً، مع مهربين مدعومين من دول وكيانات، ملمحاً هنا، للدور المشبوه الذي تلعبه إيران وأنصارها في سورية ولبنان، بدعم عمليات التهريب التي فرضت حالة طوارئ دائمة للقوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي، ولمختلف الجهات الأمنية الأردنية، على مدار الساعة تأهباً لصد عمليات التهريب التي لا تكاد تتوقف، وتسببت بسقوط شهداء من مرتبات القوات المسلحة وإصابات، وأدت بالمقابل للقضاء على عشرات المهربين المتدفقين دون توقّف نحو الحدود الأردنية.
ويعقد مؤتمر جدّة للأمن والتنمية في العربية السعودية تنفيذاً لرغبة أمريكا التى تسعى لتأهيل إسرائيل ودمجها أمنياً واقتصادياً مع دول الإقليم، ولبحث قضيتيّ الأمن والطاقة، وتحت الطاولة، لطرح ما بدأ يعرف باسم “النيتو العربي” الساعي إلى تأسيس قوة عسكرية إقليمية تنسق بينها على صعيد الطيران الحربي، وعلى صعيد تحديد الأعداء المشتركين، حيث إيران هي المضمر في كل هذا وذاك، وبرنامجها النووي المرفوض إسرائيلياً جملة وتفصيلاً، الذي تهدد إسرائيل في حال عجزت أمريكا ودول المنطقة عن ردع إيران حوله، أن تقوم هي بنفسها ووحدها بذلك.
هذا كان المأمول أمريكياً من وراء عقد المؤتمر في هذا الوقت وهذه الظروف، ولكن كلمات معظم القادة العرب، أوصلت رسالة إلى أمريكا مفادها أن الانسياق الأعمى للرغبات الأمريكية الذي كان عليه الحال عام 1991، أصبح وراء ظهورهم، وحمَلت كلماتهم في طياتها تلميحات لِما سيجنونه من الانخراط في تحالفٍ عسكريٍّ ضد جارة إقليمية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فكلمة أمير قطر الشيخ تميم حملت إدانة واضحة لإسرائيل، وتجلت بوصفها وضع نقاط فوق الحروف، وأعلن أمير قطر صراحة أن الوضع القائم في غزة وحصارها، وفي القدس ومحاولة العبث بوضعها التاريخي، لا يمكن أن يستمر، متطرقاً للاستيطان ولمختلف الانتهاكات الإسرائيلية في عموم الأراضي الفلسطينية. الشيخ تميم قال: “لا أمن، ولا استقرار، ولا تنمية في ظل النزاعات، ودون حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية”، وأضاف قائلاً: “سيظل التوتر قائماً ما لم تتوقف إسرائيل عن مواصلة انتهاك القانون الدولي”. وزاد: “لم يعد مقبولاً أن يواصل العرب والعالم تقديم المبادرات السلمية العادلة والقانونية للقضية الفلسطينية وتواصل إسرائيل رفضها”.