نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
قام العاهل الأردني عبد الله الثاني قبل أيام بجولة داخل أراضي منطقة الغَمْر (168 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الأردنية عمّان) التي استعادتها الأردن هي ومنطقة الباقورة (95 كيلومتراً شمال غرب العاصمة الأردنية عمّان)، قبل ثلاثة أعوام من إسرائيل.
وأكد الملك عبدالله الثاني خلال الجولة -التي تأخر لعدّة أيام نشر أخبار حولها- أن منطقة الغمر لها مكانة خاصة، وغالية على قلوب الأردنيين جميعاً.
وقال خلال تفقده عدداً من المشاريع الزراعية الكبرى التي تشرف عليها داخل أراضي المنطقة المستعادة القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي: "فلنجعل من الغَمْرِ قصة نجاح أردنية، ونموذجاً لمشاريع زراعية مماثلة في ربوع الوطن".
ولفت إلى ضرورة أن يستفيد المزارعون من مثل هذه المشاريع المتنوّعة، وأن تكون مصدر دعم لهم وليس مصدر منافسة.
وشدّد خلال الجولة التي رافقه فيها فقط رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، على ضرورة إحداث نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي، كمّاً ونوعاً، بما ينعكس إيجابياً على المواطن ويعزز الأمن الغذائي في المملكة، مشيراً إلى أهمية التركيز على زراعة أصناف جديدة في وادي الأردن، يكون لها قيمة مضافة للقطاع الزراعي وللاقتصاد الوطني.
وعبّر عن اعتزازه بدور القوات المسلحة الأردنية في تنفيذ المشاريع الزراعية التنموية.
جولة الغَمْر تضمّنت استماع العاهل الأردني إلى إيجاز من مدير عام الشركة الألفية للاستثمارات الزراعية المقدم المتقاعد علي عصفور حول المشروع الزراعي الذي باشرت القوات المسلحة الأردنية بإنشائه في الربع الأول من العام الحالي في إطار دورها التنموي.
وبحسب عصفور، فإن المشروع يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وتنمية المجتمعات المحلية وإدخال أحدث أنواع التكنولوجيا الزراعية، وتأهيل القوى العاملة الوطنية، من خلال استغلال حوالي 14 ألف دونم من الأراضي المستعادة والمجاورة لها، ضمن خطة خمسية.
وتضمن المشروع في مرحلته الأولى، التي تمثل 10 بالمئة من الخطة الخمسية، تجهيز البنية التحتية من آبار المياه وأنظمة الريّ الحديثة، وإنشاء مركز تعبئة وتغليف بمواصفات عالمية لدعم المزارعين في المنطقة، إذ تم أخذ احتياجات المزارعين بوادي عربة بعين الاعتبار وبالأخص الأصناف الشبيهة.
كما تضمن، وفق المقدم المتقاعد عصفور، زراعة 2000 بيت بلاستيكي بالفلفل على أراضٍ تقدر مساحتها بألف دونم، وتم زراعة 240 بيتاً بالثوم (تقاوي) التي ستنتج بذور ثوم كافية لزراعة ألف دونم.
ولفت إلى أنه سيتم زراعة المانجا والليتشي والثوم بهدف التصدير ضمن مشاريع زراعة الأراضي بمنتجات مختلفة، وبما لا تؤثر أو تنافس القطاع الخاص أو المزارعين المحليين.
من جهته، قال مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للتخطيط والتنظيم والموارد الدفاعية العميد الركن الدكتور يوسف الخطيب: إن المشروع في مرحلته الأولى وفّر حوالَيْ 250 فرصة عمل، أكثرها لأبناء المجتمع المحلي.
يذكر أن الملك عبد الله الثاني يولي أهمية كبيرة لمنطقتي الباقورة والغَمْر، ووجّه الحكومة والقوات المسلحة لتطويرهما واستغلالهما بأفضل شكل يخدم الأردن والأردنيين، بعد أن تم فرض السيادة الأردنية عليهما بالكامل، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
وكان العاهل الأردني أعلن في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، قرار الأردن إنهاء العمل بالملحقيْن اللذيْن سمحا لإسرائيل باستخدام أراضي المنطقتيْن.
وهو القرار الذي قُوبل بترحيب شعبي عارم، ورأى فيه أردنيون تحريراً لأراضٍ أردنية، واستبشر فيه الفلسطينيون على ضفتَيْ النهر المقدّس، آملين أن يأتي اليوم الذي تتحرّر فيه فلسطين كل فلسطين.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية