نداء بوست-حوارات سياسية-خاص
رأى الشيخ سمير صالح وهو أستاذ مادة الفقه وأصوله في مدارس دمشق أن أسباب إلغاء منصب مفتي الجمهورية من قبل رئيس النظام السوري خدمة للمشروع الشيعي الكبير.
وقال صالح في حديث ل"نداء بوست" إنه "ليس غريباً على نظام العصابة المتحكمة في سوريا أن تعمل على إلغاء منصب مفتي الجمهورية، فقد عملت على هذا الأمر منذ أكثر من خمسين سنة، بعد أن كان مفتي الجمهورية يتم ترشحه من قبل علماء البلاد سابقاً".
كما أضاف صالح أنه "حين جاء نظام الأسد الأب حوّل تعيين المفتي إلى الإرادة السياسية فجعل القرار بيد القصر الجمهوري وكانت هذه هي الخطوة الأولى لشرخ العلاقة بين العلماء وعامة المجتمع، إذ كيف تثق العامة برجل تعينه المخابرات بصفة مفتي للبلاد".
لقد ربط الأسد الأب ومن بعده الوريث القاصر بين منصب الإفتاء وبين القصرالجمهوي للتضيق على أي حراك إسلامي يزعج السلطة أو يؤثر على مشروعها، وبعد نجاح التجربة وتطويع عدد كبير من العلماء لسياسة السلطة والعمل على إظهارها سلطة إسلامية معتدلة مقاومة بحسب "صالح".
وأوضح أنه "جاء دور المرحلة الثانية والتي تهدف إلى القضاء على الشخصية المرجعية السنية في البلاد بعد أن فقدت قيمتها بتبعيتها للمخابرات، وذلك خدمة للمشروع الشيعي الكبير".
وحول دوره في خدمة المشروع الشيعي اعتبر صالح أن "نظام الولي الفقيه والذي يساهم النظام السوري بتصدير ثورته في المنطقة العربية كاملة بحجة مقاومة إسرائيل، علماً بأن إسرائيل هي الراعي الرسمي لدول الأقليات الطائفية في المنطقة، هذا هو السبب الرئيسي لإلغاء هذا المنصب السني الرفيع".
وأكد أن "تفعيل المجلس الفقهي العلمي يهدف إلى تعزيز دور الأقليات الموجودة فيه وليكون لهذه الأقليات وزنها في التصويت على أي قرار سياسي أو ديني قادم في البلاد يخدم مشروع السلطة والذي يصب بدوره في خدمة مشروع الولي الفقيه وإسرائيل الكبرى".
جدير بالذكر أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أصدر مرسوماً نص على إلغاء منصب المفتي في سورية.