نداء بوست- أخبار سورية- باريس
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل الطفل صالح أحمد صالح، تحت التعذيب في سجون قوات النظام السوري في مدينة حلب.
وينحدر صالح من مدينة القامشلي بريف الحسكة الشمالي، ويقيم في حي الأشرفية بمدينة حلب، وهو من مواليد عام 2008، وتعرض للاعتقال على يد عناصر شرطة مخفر حي العزيزية بمدينة حلب في 13 آب/ أغسطس الجاري.
وجرت عملية الاعتقال في المنطقة الواقعة بين حي الأشرفية ومساكن السبيل بمدينة حلب، وتؤكد الشبكة السورية أنه تعرض لاعتداء بالضرب المبرح والموجَّه على كافة أنحاء جسده، قبل أن يتم اعتقاله تعسفياً.
وأكد شهود في الحي أن ضباط التحقيق في مخفر العزيزية وجّهوا للطفل تهمة السرقة، وهنا أشارت الشبكة إلى أن عملية الاعتقال لم تتم عَبْر مذكرة اعتقال قانونية صادرة عن محكمة أو نيابة عامة، كما لم يتم إبلاغ أحد من ذويه باعتقاله، وتم منعه من التواصل مع ذويه أو أي محامٍ.
وبحسب المصدر فإن عائلة الطفل تلقت في اليوم التالي من اعتقاله بلاغاً من قِبل عناصر شرطة مخفر العزيزية يفيد بضرورة حضور والده إلى المخفر.
ولدى وصول والد الطفل إلى المخفر تم إبلاغه بوفاة ابنه بعد ادعاء المخفر انتحاره شنقاً وطلب منه تسلُّم جثمانه دون حصوله على تقرير طبي، وقد رفض والد الطفل تسلُّم جثمانه لحين حصوله على تقرير طبي.
وتم تسليم جثمانه لذويه من الطبابة الشرعية في مدينة حلب في اليوم التالي (15 آب/ أغسطس) بعد تأكيد الطبابة رواية عناصر الشرطة بوفاة الطفل منتحراً.
وأشارت الشبكة إلى أنها حصلت على مجموعة من الصور والمقاطع المصورة، “تؤكد وتُظهر بشكلٍ واضح تعرُّض الطفل صالح أحمد صالح للتعذيب بطريقةٍ وحشية”.
الشبكة لفتت إلى أن السوريين على معرفة قوية بمدى تحكُّم النظام السوري بكافة مؤسسات الدولة بما فيها الطبابة الشرعية والمشافي، وعدم جرأتها على مخالفة قوات الأمن.
وأدانت الشبكة جميع ممارسات الاعتقال والتعذيب التي تقوم بها قوات النظام، وبشكل خاص بحق الأطفال، وطالبت بفتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الاعتقال والتعذيب التي وقعت، وبشكلٍ خاصّ هذه “الحادثة الهمجية”.
كما دعت إلى ضرورة محاسبة كافة المتورطين فيها، بدءاً ممَّن أمر بها وحتى المُنفّذين لها، وإطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيق والمحاسبة، وفضح وفصل كل مَن تورَّط في ممارسات الاعتقال والتعذيب على مدى جميع السنوات الماضية، وتعويض الضحايا كافة عن الأضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا لها.