نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أصدرت الحكومة الأردنية قرارات سهّلت بموجبها إجراءات دخول السوريين إلى أراضي المملكة، بهدف رَفْد الاقتصاد الأردني في كل القطاعات، وبخاصة القطاع السياحي.
فور صدور هذا القرار، نشرت الشركات السياحية الأردنية والمواقع المتخصصة في القطاع السياحي، أبرز الشروط والأوراق المطلوبة للاشتراك برحلاتها من سورية. وللحصول على الموافقة من الجانب الأردني، يستلزم توافر الشروط التالية: جواز سفر صالح لمدة ستة أشهر على الأقل.
ووجود كفيل أردني أو سوري يحمل البطاقة الأمنية مع معلومات عامة عنه. وتعهد الكفيل بالالتزام التام بمغادرة الزائر عند انتهاء المدة المحددة للزيارة، إذ يُمنَع بقاء الزائر بعد انتهاء موعد الزيارة المحدد، مهما كانت الأسباب، ويتحمَّل الكفيل المسؤولية القانونية كاملة.
وأعلنت هذه الشركات أن الرحلة الممتدة لخمسة عشر يوماً، تبلغ كلفتها (350) ثلاثمائة وخمسين ديناراً أردنياً، أي ما يعادل (500) خمسمائة دولار أمريكيّ. وهو مبلغ يتضمن، بحسب إعلانات هذه الشركات أجور الحافلات ذهاباً وإياباً، والإقامة في فنادق خلال أيام البرنامج السياحي.
السوريون في الأردن، يذهبون في معظمهم إلى أن المبلغ (مهول) ولا يقدر عليه معظم السوريين في المحافظات الأردنية، ربما رجال الأعمال فقط، والأغنياء منهم ممن فتحوا لهم مصالح في الأردن ومطاعم ومحلات حلويات وما إلى ذلك.
هؤلاء ذكروا لـ"نداء بوست" أن السوريين الذين يحلمون أن يجتمع شملهم من جديد، لن يستفيدوا لا من حجوزات الفنادق؛ لأنهم سيقيمون في بيوت أهلهم وذويهم في الأردن، ولا من البرنامج السياحيّ المرافق (إن كان هناك برنامج من الأصل) كما يستدرك أبو محمد الذي غادر الزبداني في العام 2012، بعد مقتل شقيقه وابن شقيقته واستهداف أقرب الناس إليه. يرى أن المبلغ "كبير جداً"، قائلاً: (بروح بهيك مبلغ على فرنسا وبرجع).
جاره أبو محمد أيضاً القادم بعده بعام من الشام (دمشق) يقول: إنه حل جيّد ولكنه مكلف، ويصف ما يجري مع السوريين بـ(التشليح)، فبحسبه يدفع السوري الراغب بالحصول على جواز سفر بشكل عاجل مبلغ 200 دولار؛ لأن الحل الآخر أن ينتظر زهاء العام دون أن يحصل على جواز سفر. وبجمع مبلغ جواز السفر مع مبلغ الرحلة السياحية، يصبح المجموع كما حسب أبو محمد 700 دولار، وإذا أضفنا "بعض أغراض ستحضرها أم مشتاقة لابنها في الأردن، فإن كلفة رحلة من أسبوعين قد تصل إلى (1000) دولار، وهو ما لا يقدر عليه معظم السوريين الذين تشتتوا وتفرقت بهم السبل".
ثم ما يلبث أبو محمد الزبداني أن يعلّق قائلاً إن باستطاعته بدولار واحد ثمن تذكرة القطار أن يجوب أوروبا، متسائلاً عن المعالم السياحية التي يمكن أن يزورها القادم من سورية، (حتى بحر لا يوجد إلا بحر ميّت).
ويطالب أبو محمد الزبداني الحكومة الأردنية تمثُّل التجربة التركية التي تسمح أن يلتقي الغيّاب على حدودها (مجّاناً) ومن ثَمّ يعود كل واحد لمكان إقامته.
وسُمح لحاملي الجنسية السورية بالدخول إلى المملكة، شريطة قيام المكاتب السياحية بتقديم طلب لدى وزارة الداخلية حسب الأصول، وتعهُّد المكتب السياحي بالتزام هذه المجموعات بالبرنامج السياحي المُعَدّ مُسبقاً، والاحتفاظ بجوازات سفرهم لدى المكاتب السياحية التي نظمت رحلاتهم لحين مغادرتهم البلاد.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية