نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
تعاني مدارس محافظة درعا من مشكلة النقص الحادّ في الكادر التدريسي نتيجة هجرة عدد كبير من المدرسين إلى خارج البلاد وتوقف آخرين عن مزاولة هذه المهنة لقلة أجورها في ظل ارتفاع المعيشة.
الأمر الذي أدى إلى تراجع العملية التعليمية في المدارس الحكومية مما جعل الدروس الخصوصية الحل الوحيد أمام الطلاب وذويهم لتعليم أبنائهم وتعويض النقص الحاصل في المدارس في حين وَجدت النسبة الكبرى التي لا تستطيع تأمين أجور هذه الجلسات أن العمل لأبنائها في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة أفضل من تعليم فاشل في مدارس النظام.
إلا أن ارتفاع أجور هذه الجلسات وتجاوُزها أرقاماً كبيرة وصل ثمنها في منزل الطالب إلى 50 ألف ليرة للساعة الواحدة شكل عبئاً آخر على الأسر مع تدهور الوضع الاقتصادي الذي تعانيه المحافظة.
ويعتبر المدرسون هذا الارتفاع في أجور الجلسات نتيجة طبيعية لانخفاض قيمة الرواتب التي لا تكفي معيشة الموظف وأسرته بينما يعتبره المواطنون جشعاً أثقل كاهل الأسر.
يُشار إلى أن محافظة درعا كانت من المحافظات السورية المتقدمة في مجال العلم والتعليم حيث أُعلنت في عام 2010 محافظة خالية من الأمية ذلك قبل أن يبدأ نظام الأسد انتقامه لانطلاق شرارة الثورة منها وضرب قاعدة المجتمع مستهدفاً قطاع التعليم الذي تراجع مع بَدْء الثورة إلى أدنى مستوياته وصولاً إلى تدهوره اليوم بشكل كليّ.