نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
مع اقتراب الموعد المرتقَب للاستحقاق النيابي المقرر في الخامس عشر من أيار/ مايو المقبل، بدأت التحضيرات للانتخابات تسلك مسارها الطبيعي في كل المناطق اللبنانية، في ظل مخاوف لدى البعض من تطيير هذا الاستحقاق نتيجة التخوف من فقدان بعض القوى من قوتها في المجلس النيابي.
الحزب التقدمي الاشتراكي بدأ كغيره من الأحزاب التحضير لخوض هذا الاستحقاق خاصة في المناطق ذات الحضور القوي للحزب، ترشيحاً وانتخاباً، وعلى كافة الصُّعُد.
مُفوَّض الإعلام في “الحزب التقدمي الاشتراكي” اللبناني صالح حديفة رأى في حديث لـ”نداء بوست” أنّ الاستحقاق الانتخابي المقبل يحمل أهمية كبيرة لأكثر من اعتبار تجعل مُقارَبته مختلفة في الكثير من الجوانب عما سبقه من استحقاقات انتخابية سابقة.
وأضاف حديفة أنّ الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي الضاغط، والهموم الحياتية الكبيرة التي تعتري الحياة اليومية للبنانيين تُشكّل التحدي الأبرز أمام مقاربة كل القوى السياسية (معارضة أو غير معارضة) لكيفية استنهاض المواطنين انتخابياً، وتقديم العوامل التي تُحفز مشاركتهم في العملية الانتخابية.
حديفة يشير أيضاً إلى أنّ التحدي الآخر يتمثّل بالواقع السياسي المأزوم معطوفاً على الواقع الاقتصادي في البلد، وما نشهده من خطابات سياسية مرتفعة اللهجة تهاجم كل مَن يعارض رأيها، لافتاً إلى أنّ اللغة التخوينية ولغة الاستقواء والاستعلاء المتبعة من قِبل بعض القوى تجعل الاستحقاق الانتخابي في توجُّه مصيري، وقال: “لا يمكن أن يتم تخوين أي شخص يخالف رأي فريق أو آخر”، مشدِّداً على ضرورة الإقلاع عن هذا الأسلوب.
وأكّد على ضرورة أن تكون هذه الانتخابات مدخلاً جديداً لتحقيق خطوات إضافية في مسار التغيير والحداثة، ومَعبراً لوصول قُوًى مؤمنة بالحداثة والتطور، وقيام الدولة الفاعلة الحقيقية، دولة العدالة الاجتماعية.
وأوضح مفوّض الإعلام أنّ تفاهُمات الحزب الاشتراكي في كل الدوائر التي سيخوض فيها الانتخابات تنطلق من الخط البياني الذي رسمه الحزب في كل سنوات عمله، المتمثل بالسيادة، والاستقلال، والإصلاح، المؤمن بقضايا الناس، والحرية والديمقراطية والتنوع، وعدم إلغاء الآخر وغيرها من القيم.
وكشف حديفة لـ”نداء بوست” أنّ الخيار يتجه حتى اللحظة إلى تفاهُم انتخابي مع حزب القوات اللبنانية وبعض الشخصيات ذات الحيثية المستقلة، لافتاً أيضاً إلى أنّهم ينتظرون ما ستؤول إليه الترتيبات الجارية في الساحة السُّنية بعد الفراغ الكبير الذي تركه تعليق الرئيس سعد الحريري لعمله السياسي.
وأكد متحدثنا أنّ الحزب الاشتراكي يعتبر أنّ هذا الاستحقاق محطة أساسية لتكريس النهج الذي يتطلع لبناء الدولة وقيامها بشكل عصري وحديث، ومعالجة الثغرات في الاقتصاد والإدارة والشقين المالي والاجتماعي، إضافة إلى الشق السياسي.
وختم حديثه قائلاً: “مِحطّةُ الانتخابات مَعبرٌ أساسي لوصول مَن يؤمن بهذا الطرح، ويبقى الحكم للناس لاتخاذ القرار الذي يواكب تطلُّعاتهم”.