نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء
بعد اجتماعات ونقاشات مطوَّلة قرر منظمو الحراك الشعبي في السويداء ،مساء يوم الجمعة الماضي تعليقاً مؤقتاً لوقفاتهم الاحتجاجية في المحافظة، وفتح باب التفاوض ومنح الحكومة فرصة لتحقيق مطالبهم والتي تصبّ في أمور معيشية تمسّ كل المواطنين.
وأكد القائمون على الحراك أن هذا القرار اتُّخِذَ بناءً على توجيهات من الهيئة الروحية في السويداء، أما الأهم والأسباب الحقيقية فكانت نتيجة لضغوط وعوامل كثيرة شابت الحراك الشعبي.
ومن الأسباب غير المعلنة اختراق صفوفهم من قِبل فصائل وعصابات تتحرك بأوامر من الأفرع الأمنية بالسويداء ولاسيما الأمن العسكري، كعصابة راجي فلحوط وفصيل المدعو سليم حميد (فصيل الفهد)، واللذان رفعا السقف كثيراً باتجاه الذهاب إلى الصدام المسلح.
كما أن منظمي الحراك يعلمون أن هذا ملعب النظام الذي لا يجيد اللعب إلا فيه، ومن باب تفويت الفرصة عليهم وعلى الأجهزة الأمنية لما تخطط وتحيك كان لا بد من التريث والتوقف لبعض الوقت حتى إيجاد الآليات المناسبة لتحييدهم، ومتابعة الحراك الشعبي السلمي القادر على تعرية هذا النظام وفضح عجزه على أمل أن تتوسع رقعة الاحتجاجات لتشمل كل بقاع الوطن (سورية).
هذا بالإضافة لإفساح المجال للقُوَى الفاعلة داخلياً وخارجياً لاستثمار هذا التحرك ليصب في مصلحة الشعب السوري عموماً.
وذلك بهدف إيصال صوت الناس لأصحاب القرار الفاعلين في الملف السوري إقليمياً ودولياً وعدم إفساح المجال للمتصيدين في الماء العَكِر ليبثوا سمومهم حول ماهية هذا الحراك بدءاً من الراية (العَلَم) واتهامهم بالطائفية وحتى الجهات التي حسب زعمهم تغذي هذا الحراك، وذلك من أجل تفويت الفرصة على كل الذين يريدون حرف هذا الحراك عن أهدافه الحقيقية، المتمثلة بالوصول إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية تجمع كل السوريين.
ومن جهة أخرى ما زالت السلطة الأسدية تدفع بتعزيزات جديدة إلى السويداء تنشرها في مواقعها الأمنية وأفواجها العاملة في المحافظة.
بالإضافة لشائعات وأقاويل تتناقلها الألسن كقدوم رفعت الأسد إلى السويداء ولقائه بشيخ العقل يوسف جربوع وتكتم حول ما دار بينهم هذا إن صحت الإشاعة، وهو ما يقابله من جهة أخرى -كما اتَّضح- دعم وتبني شيخ عقل الطائفة الأول (حكمت الهجري) للحراك والدور الروسي الذي لم تتضح ماهِيَّتُةُ تجاه ما يحدث بعد اللقاءات التي أجراها في السويداء.
فما هو المتوقع في الأيام القادمة؟ هذا ما سينتظره الجميع على أمل أن يسير باتجاه الأهداف المَرْجُوّة.