نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
نفذت المنطقة العسكرية الشرقية فجر يوم أمس الخميس، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، عمليات نوعية متزامنة على عدة واجهات ضِمن منطقة المسؤولية، أحبطت من خلالها محاولات تسلُّل وتهريب كميات كبيرة من الموادّ المخدرة، قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.
وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، أنه تم تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها حديثاً مع المهربين الذين كانت تُساندهم مجموعات أخرى مسلحة، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة عدد من المهربين وفرارهم إلى العمق السوري، وبسبب صعوبة الظروف الجوية وتراكُم الثلوج، تم إجراء تفتيش أوليّ للمنطقة، وعُثر على كميات كبيرة من الموادّ المخدرة، مشيراً أن عمليات البحث والتفتيش ما زالت قائمة للتأكد من خلوّ المنطقة من وجود أشخاص وموادّ مخدرة.
وأكد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي "ماضية ومستمرة بتطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها حديثاً وستضرب بيد من حديد وتتعامل بكل قوة وحزم مع أي محاولات تسلُّل أو تهريب، لحماية الحدود، ومنع كل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني".
يُذكر أن رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة (قائد الجيش) اللواء يوسف أحمد الحنيطي، كان قد زار قبل يومين قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، بعد قتْلِ المهربين خلال اشتباكات نهاية الأسبوع الماضي عدداً من مرتبات الجيش العربي الأردني، وفي المقدمة منهم النقيب محمد ياسين خضيرات العبيدات، الذي من الواضح أن استشهاده شكَّل نقطة فاصلة بطريقة تعامُل الأردن مع عمليات التهريب القادمة من الشمال والشرق والشرق الشمالي، أي تلك الحدود التي تربط الأردن بسورية عَبْر الفلوات القاحلة الواصلة في بعض امتداداتها للحدود العراقية، عند معبر "التنف" الحدودي (تحوّل إلى قاعدة عسكرية أمريكية) ومنطقة "الركبان" الحدودية الصحراوية القاحلة التي تضمّ أحد مخيمات اللجوء السوري شمال شرق محافظة "المفرق" الأردنية واسمه: (مخيم الركبان).
وهي منطقة ممتدة فوق عموم البادية الأردنية السورية المشتركة، تجمع بعضَ عشائرها هنا وهناك صلاتٌ ما، وتشكّل تحدِّياً أمنياً وَعْراً ومتداخلاً، ويبدو أن الأردن قرّر تجنيد طاقاته للتصدي لهذا التحدي مهما كلف ذلك.
وكان تنظيم "داعش" قد نفّذ نهاية عام 2016، في منطقة "الركبان" عملية إرهابية عندما فجّر انتحاريٌّ نفسه بسيارة ذات دفع رباعي (بيك أب) تحتوي على 200 كيلوغرام متفجرات شديدة الانفجار، حيث أدّت العملية إلى مقتل سبعة من مرتبات القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي ومرتبات جهات أمنية أخرى، وإصابة 18 آخرين.
إنها منطقة حدودية صعبة تبعد عن العاصمة الأردنية عمّان 290 كيلومتراً باتجاه الشمال الشرقي، وتمتد لعشرات الكيلومترات باتجاه الشرق والغرب وصولاً إلى الحدود التقليدية الأكثر استخداماً بين الأردن وسورية (معبر "جابر" من الجهة الأردنية و"نصيب" من الجهة السورية).
ومن الواضح أن مهربي هذه المنطقة ليس جميعهم سوريين، وأن جهات عديدة تقف وراءهم، وبما يشبه شبكة إقليمية شرسة ومسلحة ولا تنوي التخلي بسهولة وبساطة عن عوائد تهريب المخدرات بأنواعها من الحبوب (على رأسها الكبتاغون)، إلى الحشيش، إلى الكريستال اللعين، وغير ذلك من الأصناف المخدرة المدمرة.
وكما ذكرنا في خبر سابق فإن كمية المخدرات التي تم ضبطها خلال اليومين الماضيين على واجهة حدود المنطقة العسكرية الشرقية بلغت (5,004,000) حبة كبتاغون و (6123) كفّ حشيش، إضافة إلى كمية ليست قليلة من الكريستال.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية