نداء بوست- أخبار سورية- دمشق
يعتزم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إجراء زيارة رسمية إلى دمشق، اليوم الأحد، وذلك في إطار استمرار جهود توطيد العلاقات بين بلاده والنظام السوري.
وأعلنت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” أن لعمامرة سيصل اليوم إلى دمشق، وسيكون في استقباله في مطار دمشق الدولي وزير خارجية النظام فيصل المقداد.
وكان المقداد زار الجزائر في الخامس والسادس من الشهر الجاري وشارك في مراسم الاحتفالات الرسمية بالذكرى الـ 60 لاستقلال الجزائر والتقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة.
الجزائر والنظام السوري
عقب اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011 وقفت الجزائر إلى جانب النظام، وتبنت روايته بخصوص الثورة، وحافظت على العلاقات الدبلوماسية معه ولم تقطعها يوماً.
كما كانت الجزائر إلى جانب العراق الدولتين الوحيدتين اللتين تحفظتا على قرار تجميد عضويته في الجامعة العربية.
واليوم، تبذل الجزائر جهوداً حثيثة لإعادة النظام إلى جامعة الدول العربية، حيث قال لعمامرة في تصريح على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت مطلع الشهر الجاري: “سورية عضو مؤسس في جامعة الدول العربية، ولا مشكلة لدى الجزائر من عودتها لشغل مقعدها”.
وأضاف: “نحن نسعى أن نجس نبض كل الدول العربية وسنسمع وجهات النظر، ونأمل أن نحقق توافقاً لعودة سورية”.
كذلك أشار لعمامرة إلى تطلع بلاده “لتحقيق توافقات عربية في قمة الجزائر، قائلاً: “عندما نتحدث عن لمّ الشمل، فنحن نقصد اتفاق كل الدول العربية على أشياء معينة”.
وأردف: “نحن كبلد مضيف سنبذل قصارى جهدنا لجمع شمل الإرادة العربية المشتركة من أجل رفع التحديات الجماعية”.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التابعة للنظام، في منشور على “فيسبوك”، أن وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل أصدر قراراً يقضي بتشكيل “مجلس الأعمال السوري الجزائري المشترك”، بهدف تطوير التعاون الاقتصادي بين الجانبين بكل مجالاته.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد أشاد في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، نشرت في 9 حزيران/ يونيو الماضي بالجزائر، وقال تعليقاً على القمة العربية التي ستحتضنها: إن “الوزن الوحيد لهذه القمة أنها تعقد في الجزائر، هذه حقيقة وأنا لا أجامل، لأن علاقة سورية مع الجزائر بكلّ الظروف منذ الاستقلال عن الفرنسي في أول السبعينيات حتى اليوم هي علاقة ثابتة”.
وقررت الجامعة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 تجميد مقعد سورية على خلفية لجوء النظام إلى الخيار العسكري لإخماد الثورة الشعبية.
وخلال الأشهر الماضية، تسارعت وتيرة تطبيع الدول العربية مع النظام السوري، عبر توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية معه، وإعادة بعض الدول سفراءها إلى دمشق، وسط انقسام في المواقف بين مؤيد لإعادته إلى الجامعة ورافض لها.
وفي آذار/ مارس الماضي، أكد الأمين أبو الغيط، أنه لم يرصد حدوث توافُق بين الدول الأعضاء لإعادة النظام السوري لشغل مقعد سورية في الجامعة.
وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الـ157 لمجلس وزراء خارجية العرب: “الملحوظة الأساسية هي أن الموضوع لم يُبحث في السياق العامّ وفي الإطار الجماعي العربي اليوم، سواء في اجتماع التشاور أو في الاجتماعات المفتوحة”.
وأضاف: “هذا الموضوع سيُترك للاتصالات الثنائية بين الدول الأعضاء، وإذا توافر توافُق بشأن العضوية الكاملة عندئذ يكون الحديث عن عودة سورية لشغل المقعد، ولم أرصد بعدُ وجودَ هذا التوافق”.