نداء بوست -سليمان سباعي- حمص
تعتبر “التمرية” واحدة من الحلويات التي تُصنّع منزلياً في مدينة حمص، ويغلب تحضيرها خلال أيام شهر رمضان المبارك كما هي العادة بين أبناء محافظة حمص وريفها، وذلك لما تتمتع به من طعم لذيذ مقترن بسهولة الهضم للصائمين سواء كانوا كباراً أو صغاراً في السنّ.
مراسل “نداء بوست” في حمص قال: إن حضور “تحلاية التمرية” على موائد الإفطار الرمضانية لهذا العام كان بشكل خجول، عكس ما جرت العادة في سابق الأعوام الماضية، والسبب يعود لارتفاع كلفة تحضيرها بسبب غلاء الأسعار التي طالت مكوناتها الرئيسية.
ويتوجب على من يريد تحضير تحلاية ما بعد الإفطار “التمرية” تجهيز نحو نصف كيلو غرام من السمنة، بالإضافة لما يقارب 1 كغ من السكر، ونحو 2 كغ من الدقيق الأبيض، بالإضافة للقشطة العربية.
أم محمد من سكان قرية الزعفرانة بريف حمص الشمالي قالت: إن معظم موائد الإفطار كانت تزينها في ما مضى أطباق التمرية التي توضع عادة على حواف السفرة، ليتم تناولها بعد الإفطار مباشرةً من قبل الصائمين، إلا أنه في الشهر الحالي اضطر الكثير من العائلات للتخلي عن هذه الظاهرة بسبب غلاء تحضيرها الذي يتراوح ما بين 18-24 ألف ليرة سورية.
وأضافت أم محمد أن الأمهات يقدرن اعتراض أرباب الأسر على تحضير التمرية، نظراً للهموم اليومية الكبيرة الملقاة على عواتقهم لتأمين مستلزمات المعيشة اليومية لأبنائهم، الأمر الذي جعلها خارج الحسابات اليومية بحسب وصفها.
ولم يخفِ عمر الحمصي من حي الوعر بدوره رغبته العارمة بتناول التمرية عقب الإفطار في شهر رمضان لكن لفترات متقطعة من الشهر وليس بشكل يومي كما اقتضت العادة سابقاً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه يرغّب أطفاله بالصيام ويشجعهم عليه من خلال إحضار بعض المشروبات الرمضانية (السوس والتمر هندي) وذلك من باب تحفيزهم للاستمرار بالصيام وتقديم ما سبق كنوع من المكافأة على أدائهم لفريضة الصيام.
وتجدر الإشارة إلى أن غلاء الأسعار الذي ألمّ بسكان مناطق سيطرة النظام في الداخل السوري بشكل عام غيّب الكثير من الأطباق والمأكولات التي اعتاد الأهالي على تحضيرها في شهر رمضان، إذ تشهد أسواق المدينة ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الراهنة بشكل لا يتناسب إطلاقاً مع المدخول اليومي للأهالي.