نداء بوست- ولاء الحوراني- درعا
تنتشر ظاهرة التسول في طرقات وحدائق محافظة درعا بشكل غير مسبوق، تلك الظاهرة التي لم تعد تقتصر فقط على الأطفال بل امتدت إلى النساء وكبار السن.
وتعتبر انعكاساً طبيعياً للفقر وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتدني مستوى المعيشة وزيادة الفقر وانتشار البطالة بشكل كبير، لا سيما بعد سيطرة النظام على المحافظة وتوقف منظمات المجتمع المدني عن دعم وتشغيل الكثير من الفئات.
إذ لم يعد مستغرباً أن ترى جيشاً من الأطفال المتسولين المغيبين عن مدارسهم معظمهم من الأيتام وكذلك النساء التي فقدت معيلها يملؤون طرقات ومحال مدينة درعا مبتغين توفير لقمة عيشهم وسد احتياجات عائلاتهم.
يعيل بلال البالغ من العمر 52 عاماً زوجته وابنتيه بعد مقتل اثنين من أبنائه في المعارك التي شهدتها المحافظة خلال الأعوام الماضية، من خلال التجول بشكل يومي في شوارع المحافظة باسطاً يديه للمارة ليحصل على قليل من المال.
يقول بلال لـ”نداء بوست” إنه مضطر إلى ذلك كي يؤمن قوت يومه ويسد رمق عائلته بعد محاولات كثيرة للحصول على فرصة عمل باءت بالفشل في ظل انحسار فرص العمل الذي تعانيه المحافظة.
تقضي الأرملة سماح البالغة من العمر 38 عاماً وقتاً طويلاً في حدائق درعا العامة برفقة طفليها اللذين تسربا من المدرسة وعجزا عن إيجاد عمل في ظل انتشار البطالة واستغلال أصحاب العمل حاجة هؤلاء الصغار بالعمل مقابل مبالغ زهيدة لا تغني من جوع مع الغلاء الفاحش في الأسعار.
تقول سماح إنها وجدت أن “التماس كرم المارة” للحصول على قسط من المال ملجأ ومصدر رزق يسد رمق صغارها، بعد أن خلعت دموية الحرب رداء طفولتهم.
في ذات السياق، أيهم يبلغ من العمر 12 عاماً، يعتقل النظام السوري والده منذ 8 سنوات، يجوب شوارع مدينة درعا منذ الصباح الباكر وحتى ساعات المساء يبيع العلكة للمارة كأسلوب آخر للتسول واستجداء المال بطريقة مقنعة لتأمين مستلزمات عائلته خصوصاً مع ارتفاع الأسعار وتزايد التكاليف لذلك اضطر تحت ضغط الفقر إلى ترك مدرسته كي يوفر مورداً مالياً لعائلته.
جدير بالذكر أن درعا تعاني أوضاعاً اقتصادية متردية وسوءاً في الأحوال المعيشية وحالة من الفقر الشديد تعصف بأهلها فضلاً عن انحسار فرص العمل وتدني الأجور وغياب المعيل لكثير من العائلات بفعل الحرب التي دارت رحاها على جميع تفاصيل الحياة في المحافظة.