نداء بوست- أخبار سورية- حلب
بدأت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بإعادة تأهيل قاعدة عسكرية في الشمال السوري، كانت قد انسحبت منها قبل أكثر من عامين.
وقال مصدر خاص لـ”نداء بوست” إن قوات التحالف استقدمت يوم الأحد الماضي آليات هندسية ومعدات حفر إلى القاعدة القريبة من معمل إسمنت لافارج في قرية خراب عشك جنوب مدينة عين العرب وبدأت بعمليات تأهليها تميهداً لإعادة التمركز بها.
وفي منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2019 انسحبت قوات التحالف الدولي من قاعدة خراب عشك (إحدى أكبر القواعد الأمريكية في سورية) بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من سورية.
وبقيت قوات التحالف الدولي تستخدم هذه القاعدة بشكل محدود ودون أن تتمركز بها، وذلك بالتنسيق مع القوات الروسية التي انتشرت في المنطقة بعد عملية “نبع السلام”.
وقاعدة خراب عشك هي القاعدة التي انطلقت منها القوات الأمريكية التي شاركت بتصفية زعيم “داعش” السابق أبو إبراهيم القرشي، مطلع شهر شباط/ فبراير الماضي.
ويرى الباحث في مركز “جسور للدراسات”، فراس فحام أن التحركات العسكرية هذه وتزامنها مع قرار إعفاء العديد من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام من العقوبات الاقتصادية، تشير إلى رغبة أمريكية بإعطاء زخم جديد لدورها في الملف السوري.
ورجح فحام في حديث لـ”نداء بوست” أن يكون الهدف من تلك الخطوات هو تصعيد الضغوطات على روسيا في مناطق عديدة من ضمنها سورية وليبيا، كجزء من ردها على الغزو الروسي لأكرانيا وما نجم عنه من توتر غربي – روسي.
وفي 12 من شهر أيار/ مايو الجاري، أعلن مكتب مراقبة الأصول الخارجية في وزارة الخزانة الأمريكية عن إجازة أعمال الشركات والأفراد الراغبين بالعمل خارج مناطق سيطرة النظام في شمال شرق وشمال غرب سورية، باستثناء إدلب وعفرين، دون التعرض للعقوبات المفروضة على النظام.
سبق ذلك بأيام إصدار الرئيس الأمريكي جو بايدن قراراً بتمديد حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بإجراءات النظام السوري، لمدة عام آخر.
وجاء في البيان الذي نشره البيت الأبيض في العاشر من الشهر الجاري أن تمديد حالة الطوارئ يهدف إلى التعامل مع التهديد الاستثنائي وغير العادي لأمن الولايات المتحدة القومي وسياستها الخارجية واقتصادها، بسبب إجراءات النظام السوري لناحية دعم المنظمات “الإرهابية” ومتابعة برنامج الأسلحة الكيماوية.
وعقب إعلان الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان في تموز/ يوليو الماضي، بعد عشرين عاماً من التدخل فيها، أشارت تقارير غربية إلى إمكانية إقدام الإدارة الأمريكية على خطوة مماثلة في سورية.
إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية أكدت عدم وجود أي خطط لإجراء أي تغييرات على العملية العسكرية التي تنفذها الولايات المتحدة في سورية ضد تنظيم “داعش”.
ونقلت مجلة “بوليتيكو” عن مسؤول في “البنتاغون” قوله إن الولايات المتحدة قررت الإبقاء على 900 جندي في سورية لدعم “قسد” في قتالها ضد تنظيم “داعش”.
وعزز من الشكوك حول وجود تحول في الموقف الأمريكي تجاه الملف السوري، إعفاء الولايات المتحدة صفقة الغاز بين مصر والأردن ولبنان والنظام السوري من عقوبات “قيصر” رغم عدم تنفيذ المشروع حتى الآن.
وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة “كامبريدج”، كريستوفر فيليبس، إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، يشير بوضوح إلى أن الرئيس جو بايدن يضع المنافسة بين القوى العظمى وخاصة احتواء الصين على رأس أولويات سياسته الخارجية.
وأضاف: “هذا يعني إنهاء التورط في إرث الحرب الأبدية في أفغانستان وربما سورية، ومحاربة “الإرهاب” عن بعد، مثلما تفعل الولايات المتحدة في اليمن وباكستان، ومن غير المستبعد أن يستنتج بايدن أنه لا يحتاج إلى جنود على الأرض لمنع عودة ظهور داعش”.
وأشار فيليبس في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” إلى أن بايدن لم يكن مهتماً كثيراً في سورية، رغم موافقته على الحملة ضد “داعش” عندما كان نائباً للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، إلا أنه عارض مشاركة أوسع في تلك الحملة.
وبدأت الولايات المتحدة عملياتها العسكرية ضد “داعش” في سورية، في 7 آب/ أغسطس 2014، وأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 9 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019 الانسحاب بعد عملية “نبع السلام”، قبل أن يتراجع ويقرر الإبقاء على بضع مئات من الجنود بهدف حماية المنشآت النفطية.
وبحسب مركز “جسور للدراسات” تمتلك قوات التحالف الدولي 28 قاعدة وموقعاً في سورية، 17 منها في محافظة الحسكة، و9 في دير الزور، وقاعدتين في منطقة “التنف” الحدودية مع العراق والأردن بريف حمص الشرقي.