نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة اللبنانية لحل الملفات المعيشية والاقتصادية وإقرار خطة التعافي والتي تكاد تكون مسألة تقطيع وقت أكثر منها معالجات جدّية للواقع المأزوم جاء قرار البنك الدولي بعدم الموافقة على تمويل استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر الأراضي السورية وقد كشف عن ذلك وزير الطاقة ما يعني استمرار دوّامة الكهرباء من جديد، وما يعني مزيداً من معاناة اللبنانيين الذين يتحضّرون للأدلاء بأصواتهم في الخامس عشر من الشهر المقبل واختيار مجلس نيابي جديد تُعلّق عليه الآمال لبداية التعافي والخروج من الأزمة.
فقد كشف وزير الطاقة وليد فياض أن البنك الدولي لم يوافق على مشروع تمويل استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، وقال إنّه فوجئ بهذا القرار مشيراً إلى أن ورقة الضمانات الأمريكية التي ستـعطى للقاهرة لتجنب عقوبات “قانون قيصر” تؤكد على ضرورة الحصول على التمويل.
وأشار فياض، في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق” إلى أن عدم موافقة البنك الدولي جاءت تحت عنوان “دراسة الجدوى السياسية” للمشروع، وأوضح أن “الحديث عن جدوى سياسية لا ينسجم مع أي من الشروط الموضوعة من قبل البنك الدولي، وكذلك تأكيدات واشنطن التي طالبت بيروت بالاستجابة للشروط للحصول على التمويل المطلوب وهو 200 مليون دولار سنوياً”.
وشدد فياض على أن خطة الكهرباء يجمع عليها اللبنانيون كافة في هذه المرحلة، مؤكداً أهمية تنفيذها لتحسين المستوى المعيشي للمواطن اللبناني، وإنعاش الحركة الاقتصادية في البلاد، وتسهيل عملية تنفيذ أهم بند من بنود الإصلاح التي يطلبها أيضاً صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته الاقتصادية غير المسبوقة”.
وعما إذا كان الموقف الأخير للبنك الدولي والموافقة على تمويل خطة الكهرباء مربوطة من الجانب الأمريكي بإنجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي، استرجع فياض تصريح هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة لبيروت حيث قال إنه “لا رابط بين الأمرين”.
وحذّر فياض من إمكانية دخول بلاده “مرحلة صعبة” في حال لم يأتِ الجواب الشافي من البنك الدولي خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً أنه ينتظر الحصول على التمويل للدفع بالأمور إيجاباً.
من جهته، أعرب المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية ساميويل وربيرج، عن قلق بلاده “الشديد” من أزمة الطاقة في لبنان وانعكاساتها على استقرار البلاد، وأكد وربيرج دعم واشنطن لـ”الجهود المبذولة لحل نقص الطاقة في لبنان بطريقة لا تنتهك العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام السوري وأوضح أن الولايات المتحدة “لم تتنازل أو ترفع أو تخفف أي عقوبات أمريكية مفروضة على النظام السوري لتسهيل هذه الاتفاقيات”.
وأشار إلى أن واشنطن “تركز على ضمان أن تكون هذه الاتفاقيات لصالح الشعب اللبناني وليس لفائدة النظام السوري”.
في وقت سابق، أشارت مؤسسة كهرباء لبنان، إلى أنه “من المرتقب أن تعود التغذية بالتيار الكهربائي تدريجياً إلى ما كانت عليها (أي بحدود 450 ميغاواط)، بدءاً من يوم الأحد المقبل.