نداء بوست- سليمان سباعي– حمص
إذا عجزت دولة بحجم سورية عن التحكم بسعر كيلو البطاطا والتي تشتهر بخصوبة أراضيها المنتجة لهذا النوع من الزراعات، ووقفت صامتة أمام ارتفاع أسعار البندورة ولم تتمكن من تخفيض سعرها للمواطن الذي غُلب على أمره وبات يلتقط أنفاسه تباعاً خشية الخوض في حديث الغلاء وارتفاع الأسعار، فكيف لهذه الدولة أن تواجه تحديات إعادة البناء والإعمار؟
العدوان الثلاثي على المواطن السوري المتمثل بمحاور التدفئة والغاز والطعام، عنوان جديد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فمع اشتداد البرد في شهر آذار/ مارس الجاري، وتتالي المنخفضات الجوية على عموم أرجاء سورية، فقدت مادة المازوت بشكل مفاجئ من محطات الوقود.
وبات يترتب على الراغبين دفع مبلغ 90 ألف ليرة للحصول على 20 لتراً من المازوت، أو دفع ما يقارب المليون ليرة للحصول على طنّ من الحطب.
لم تنتهِ الكارثة على المواطن بفقدان المازوت إذ تبعه فقدان وارتفاع سعر أسطوانة الغاز التي كانت تستبدل بـ 35000 ل.س ليصل سعرها إن وُجدت الآن ما يقارب 92000 ل.س.
وما زاد الطين بلة مسألة تقنين الكهرباء التي أعيت مَن يداويها، فالتيار الكهربائي يخضع لدورة صاعقة من حيث التقنين اليومي في جميع المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة الأسد، وهي بمعدل ساعة وصل، و6 ساعات فصل في أحسن الأحوال.
مواطن يصرخ عالياً.. تم تغييب اللحمة عن موائدنا بعدما غدا سعر كيلو لحم البقر 20000 ل.س وكيلو لحم الغنم 34000 ليرة، ولم نَعِب على الحكومة شيئاً فالحرب كونية، لكن أن نعجز عن الحصول على البندورة والبطاطا وهما المادتان الرئيسيتان المساهمتان ببقاء السوري الذي نجا من القذائف والرصاص على قيد الحياة إنه أمر لا يمكن السكوت عنه.
وما بين إعادة الإعمار وغلاء البندورة والبطاطا وازدحام الأفران ومشكلة المياه يقف المواطن حائراً هل يثني على مسيرة التطوير والتحديث وبناء سورية الجديدة تحت شعار الأمل بالعمل؟ أم ينظر إلى واقع بلد أرهقته الحرب وكان الشعب آخِر من يُكترث لأمره؟
يُذكر بأن سعر كيلو البندورة خلال هذه الفترة ضمن مناطق سيطرة الأسد يتجاوز الـ3000 ليرة سورية، بينما يصل سعر كيلو البطاطا حتى الـ2100 ليرة، ومقارنة مع راتب الموظف من الدرجة الثانية لدى حكومة الأسد فإن راتبه الشهري يمكنه من شراء 15 كيلو بندورة ومثلها من البطاطا.