نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
أُقيم في مدينة البتراء الأردنية (317 كيلومتراً جنوب العاصمة الأردنية عمّان) أمس السبت، حفل افتتاح “البترا مدينة الثقافة الأردنية لعام 2022” الذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع سلطة إقليم البترا التنموي السياحي برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار.
وأشارت النجار خلال كلمة ألقتها إلى أن البترا تعدّ نافذة سياحية وحضارية وطنية لتقديم المنتج الثقافي والفني للعالم لِما لها من حضور عالمي يتميز بإرث حضاري وإنساني هو محط أنظار العالم أجمع.
وبيّنت النجار أن اختيار البترا مدينة للثقافة الأردنية لعام 2022 يأتي في إطار تعزيز الشراكات الفاعلة لخدمة القطاع الثقافي وتمكين المؤسسات الثقافية في البترا ومحيطها من فعل ثقافي مستدام.
وأشادت النجار بدور سلطة إقليم البترا التنموي السياحي التي تُولي المفردات الثقافية الوطنية أهمية بالغة وتُقدِّم التراث الأصيل لزوار البترا.
بدوره، أكد رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي سليمان الفرجات، أهمية البترا بوصفها مقصداً سياحياً وإرثاً ثقافياً عالمياً، لافتاً إلى أن غياب المشهد الثقافي في اللواء في الآونة الأخيرة دعا السلطة إلى إنشاء صرح ثقافي يُعنى بتفعيل الحراك الثقافي في المنطقة.
وأشاد الفرجات بدور وزارة الثقافة في تفعيل الحراك الثقافي ونقله إلى المحافظات من خلال مشروع مدن الثقافة الأردنية.
وأكد حرص السلطة على دعم جميع الفعاليات والأنشطة والبرامج الثقافية التي تسهم في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، مبيناً ضرورة تحقيق مبدأ التشاركية مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق الأهداف المنشودة.
وثمّن الجهود التي بُذلت لإخراج ملف البترا مدينة الثقافة إلى حيز الوجود وتنشيط واقع الحراك الثقافي، معرباً عن شكره لجامعة الحسين بن طلال ممثلة بكلية البترا للسياحة والآثار على تعاوُنهم ودورهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وتضمَّن الحفل فقرات لعروض فلكلورية محلية لفرقة البترا للفنون الشعبية وفرقة الراجف للسامر وقصائد شعرية للشاعرة مرام البدول والشاعر عبد الله السعيدات وفقرات فنية قدمها فريق مركز شابات الطيبة بإشراف جمعية “تجلى” للموسيقى والفنون.
أُسست البتراء في حوالَيْ عام 312 ق.م كعاصمة لمملكة الأنباط. وتبوأت منذ تشييدها مكانةً مرموقةً لسنوات طويلة، حيث كان لموقعها على طريق الحرير، والمتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر، دور كبير جعل من دولة الأنباط تُمسك بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها. وتقع المدينة على منحدرات جبل المذبح، بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة، التي تُشكل الخاصرة الشمالية الغربية لشِبه الجزيرة العربية، وتحديداً وادي عربة، الممتد من البحر الميت وحتى خليج العقبة.
بقي موقع البتراء غير مكتشَف للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق والرسام السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812. وقد أُدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985. كما تم اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007.
وتُعد البتراء اليوم، رمزاً للأردن، وأكثر الأماكن جذباً للسياح على مستوى المملكة. كما أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية لزعماء العالم. ولقد احتفلت المدينة بالزائر رقم مليون خلال عام واحد لأول مرة في تاريخ السياحة الأردنيّة، وذلك في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.