نداء بوست -سليمان سباعي- حمص
انتشرت في الآونة الأخيرة ضِمن عدد من مدن وبلدات ريف حمص الشمالي ظاهرة جديدة تتمثل بابتزاز شخصيات معروفة بمبالغ مالية من قبل شبكة يديرها مجموعة من الشباب والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال مراسل “نداء بوست”: إن الشبكة تعمل على إجراء اتصالات هاتفية عبر تطبيق “واتساب” أو “ماسنجر” مع أصحاب الأموال في المنطقة للإيقاع بهم وابتزازهم، حيث يتمّ استدراجهم بالحديث من قبل الفتيات اللواتي يقمن بإغرائهن لحين إجراء محادثات فيديو مهمة، أو الطلب منهم إرسال صور فاضحة، ومن ثَمّ استعمال تلك الصور والمحادثات كوسيلة ضغط لابتزازهم مالياً.
وبحسب مراسلنا فإن العدد الأكبر من الضحايا كانوا في مدينة تلبيسة وقرية المكرمية، حيث كان من ضمنهم أيضاً مختار القرية بالإضافة لعدد من الرجال ميسوري الحال، والذين حاولوا التستر على الموضوع خشية الفضيحة التي ستطالهم بين أبناء المجتمع الريفي.
وحصل مراسلنا على معلومات مؤكدة من داخل مركز ناحية مدينة تلبيسة تفيد بتقديم خمسة عشر شخصاً من أبناء مدينة تلبيسة وقراها إلى مركز الشرطة طلبات لملاحقة الفاعلين، إلا أن العملية تواجه صعوبة بالغة نظراً لاستخدام الشبكة أرقاماً وهمية “أمريكية” لا يمكن تتبعها.
وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن المُدّعين اشترطوا عدم التشهير بهم حفاظاً على سمعتهم بين الأهالي، مضيفاً أن البعض منهم اضطرّ لدفع مبالغ مالية تجاوزات الخمسة ملايين ليرة سورية لضمان عدم نشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
تجدر الإشارة إلى أن قسم مكافحة الجرائم الإلكترونية التابع للنظام السوري حدد عقوبة الابتزاز الإلكتروني في حال تمّ معرفة الشخص المبتز بالسجن لمدة عامين بحسب المادة 363 عقوبات، إلا أن الفساد وعدم تطبيق القوانين شجع أفراد تلك الشبكات على مواصلة اصطياد الضحايا.
جرائم لا تنتهي
تضاف هذه الظاهرة إلى سلسلة الجرائم والحوادث التي تشهدها المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، حيث سبق أن تم اكتشاف شبكة من معقّبي المعاملات، الذين استغلوا الازدحام الشديد أمام أفرع الهجرة والجوازات، وشرعوا بمفاوضة المتقدمين للحصول على جواز السفر لإقناعهم بدفع مبالغ مالية تتراوح بين 700 ألف ومليون ليرة سورية، مقابل مساعدتهم في الحصول على الجواز دون انتظار دورهم الذي يضطرّهم للانتظار لما يقارب ثلاثة أشهر للحصول عليه.
وفي حمص، برز اسم الضابط الأمني “أحمد سلامة” الذي يدير شبكة من معقّبي المعاملات خارج أروقة فرع الهجرة والجوازات، والذي يجمعه بالراغبين في الحصول على جواز سفر غرف “واتساب” بهدف تنظيم العملية، بعد قيامهم بتحويل المبالغ المالية عَبْر شركة الهرم لأحد الأشخاص المتفَق على اسمه مسبقاً بالعاصمة السورية دمشق.
وتقدم العشرات من المدنيين ببلاغات ضدّ المدعو “أحمد سلامة” بتهمة الاحتيال عليهم بمبالغ مالية ضخمة تمّ تحويلها إلى دمشق، قبل أن يتم الكشف عن هُوِيَّته التي أظْهرت انتحاله لصفة ضابط أمني، ليتم إلقاء القبض عليه داخل منزله الكائن في حي “الزهراء”.
وأفاد أحد المتقدمين للحصول على جواز سفر بأن المدعو سلامة تعهَّد سابقاً باستخراج جوازات السفر للأشخاص الذين يوجد بحقّهم طلبات أمنية لصالح أفرع المخابرات دون مراجعتها، الأمر الذي دفع بالعشرات من أبناء المنطقة لتسجيل أسمائهم ضِمن لوائحه، وتحويل المبالغ المطلوبة بهدف الحصول على جواز السفر.
جدير بالذكر أن النظام السوري حدَّد سعر جواز السفر العادي للمدنيين بـ 31 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ رسم الحصول عليه ضِمن السفارة اللبنانية التي باتت مقصد العديد من السوريين نحو 800 دولار أمريكي.