“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
شنّت صحف ووسائل إعلام إيرانية هجوماً على زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، بسبب توجيهه نوابه الـ73 في البرلمان العراقي لتقديم استقالاتهم رسمياً، وسحبه الهيئة السياسية للتيار من بغداد، وإيقافه المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة، ليخرج عملياً من العملية السياسية في العراق.
واتهم بعض هذه الصحف الصدر بأنه “ضد الوحدة”، وشكّك بعضها الآخر بمدى جديته، موجهاً له تحذيراً، ومعرباً عن مخاوفه من نياته، فضلاً عن فرحة بين السطور صاحبت تعليقات من صعود محتمل مجدداً لحلفاء إيران ممثلين بتحالف ما يسمى بـ“الإطار التنسيقي” لتشكيل الحكومة بعد استقالة الصدريين.
ففي صفحتها الأولى، نشرت صحيفة “صبح نو”، التابعة للتيار المحافظ في إيران، صورةً كبيرةً من لافتة لمقتدى الصدر يضع كمامةً من دون تغطية أنفه وفمه، مختارةً عنوان “ضد الوحدة”، في إشارة إلى وحدة الأطراف الموالية لإيران.
ووصفت في تقريرها عن الوضع العراقي، بعد استقالة النواب الصدريين وإغلاق المؤسسات الصدرية، قرار الصدر بأنه “غريب”، مشيرةً إلى أنه بعد الانسحاب من المشاركة في الحكومة الجديدة أراد لعب دور المعارضة، لكنه اتخذ أيضاً قراراً بالانسحاب من البرلمان.
وأشارت الصحيفة الإيرانية إلى أن “ثمة قراءة مطروحة بجدية أن هذا الحدث يُنظر إليه على أنه بصدد الانسحاب الكامل من السياسة والحكم في العراق”، لكنها في الوقت ذاته شكّكت في نوايا الصدر متسائلةً: “إلى أي مدى يمكن تصديق الاستقالة الكاملة لمقتدى الصدر من السلطتين التنفيذية والتشريعية؟”.
وفيما أكدت الصحيفة أن الصدر وصل إلى “الانسداد السياسي” في العراق، وصفت الاستقالات الجماعية لنوابه في البرلمان بأنها “لعبة سياسية جديدة لإزاحة الإطار التنسيقي من الساحة السياسية”.
وقالت: إن “قصة الاستقالات والعودة عنها للصدر باتت لعبةً محروقةً لجميع التيارات والمراقبين السياسيين”، مشيرةً إلى أن الصدر تحوَّل إلى “رجل لا يمكن التكهن بسلوكه”.
واستندت الصحيفة، في تقريرها، إلى حوار مع ممثل المجلس الإسلامي الأعلى العراقي في طهران ماجد غماس، ووصفت التيار الصدري بأنه “مصاب بعقدة التعالي”، ويتصرف كجهة أعلى حتى من الحكومة، وشكّكت في نوايا الصدر، متسائلةً: “إلى أي مدى يمكن تصديق الاستقالة الكاملة التنفيذية والتشريعية؟”، واعتبرتها “لعبةً سياسيةً جديدةً لإزاحة الإطار التنسيقي من الساحة السياسية”.
كما ألمحت الصحيفة إلى وجود “بصمات بريطانية استعمارية” في تحرُّكات التيار الصدري الأخيرة.
من جهتها، كتبت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، في تقرير عن الوضع العراقي، أن الصدر يمارس “لعبة جديدة”، متهمةً إياه بإيصال العراق إلى “مأزق سياسي” بإصراره على تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية من دون مشاركة الفصائل الموالية لإيران.
وأضافت الصحيفة أن انسحاب الصدر من البرلمان العراقي دليل على “فشل سياسة الأغلبية الوطنية”، مشيرةً إلى أن هذا الانسحاب جاء بعد فشل جهوده في تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية.
وعنونت صحيفة “إيران” الرسمية تقريرها عن المستجدات العراقية بالقول “المقاطعة على طريقة الصدر”، وتطرقت إلى انسحاب نواب الصدر من البرلمان، قائلةً: إنه “على الرغم من أن التيار الصدري اعتبره تضحيةً لأجل الوطن، لكن مراقبين يرون أنه يمكن أن يضع بغداد أمام تحدِّيات كبيرة وسيناريوهات مبهمة”.
كما أشارت وسائل إعلام ووكالات أنباء إيرانية مُحافِظة إلى أن استقالة الصدريين من شأنها أن تفتح الطريق أمام “الإطار التنسيقي” الحليف لإيران لتشكيل الحكومة.
ورداً على استياء أنصار الصدر من هذا الهجوم الإعلامي، علّق الملحق الإيراني لدى بغداد غلام رضا أباذري، في تدوينة له، أمس الأربعاء، بأن “ما صدر في إحدى المجلات لا يعبر عن رأي إيران، الذي اتضح من خلال احترام الشخصيات والبيتوتات المجاهدة، وهذا هو الرأي الثابت”.