نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
بعث الأمير حمزة بن الحسين برسالة اعتذار إلى أخيه ملك الأردن عبد الله الثاني، أقرّ خلالها بخطئه وتحمُّله مسؤوليته الوطنية فيما عُرف بـ”قضية الفتنة”.
وأصدر الديوان الملكي الهاشمي أمس الثلاثاء بياناً، أعلن فيه أن الملك عبد الله تلقى رسالة من الأمير حمزة طلب فيها الصفح عمّا بدر منه “من مواقف وإساءات” بحق الملك والأردن، وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة.
وقال: إن الأشهُر التي مرّت منذ الأزمة في العام الماضي وفّرت “فرصة لي لمراجعة الذات، والمصارحة مع النفس”، مُعرِباً عن أمله “بِطَيّ تلك الصفحة في تاريخ الأردن والأسرة”.
وأضاف “أعتذر من جلالتك ومن الشعب الأردني ومن أسرتنا عن كل هذه التصرفات التي لن تتكرر بإذن الرحمن الرحيم”.
وجاء في بيان الديوان الهاشمي أن الأمير حمزة رفع رسالته إلى الملك بعد لقائه مساء يوم الأحد الماضي بناء على طلب الأمير.
وقال الديوان: إن اعتذار الأمير خطوة في الاتجاه الصحيح للعودة إلى دور الأمراء في خدمة الوطن وَفْق تكليف الملك.
يُذكر أنه في الرابع من نيسان/ إبريل 2021، أعلن الأردن عن تحقيقات أولية أظهرت تورُّط الأمير حمزة مع جهات خارجية في محاولات لزعزعة أمن البلاد وتجييش المواطنين ضد الدولة، وهو ما نفاه الأمير.
وقُبيل ذلك بيوم واحد اعتقلت الأجهزة الأمنية المختلفة رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله وآخرين في إطار تلك التحقيقات.
وتالياً نص رسالة الأمير حمزة:
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أخي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظَّم، حفظه الله ورعاه، أبعث إلى جلالتك بأطيب مشاعر الاحترام والتقدير، داعياً الله أن يحفظ جلالتك ويُديم عليك موفور الصحة، وأن يعزز ملكك ويديمك ذُخْراً لوطننا وأسرتنا.
لقد مرّ أردننا العزيز العام الماضي بظرف صعب، وفصل مؤسف تجاوزهما الوطن بحكمة جلالتك وصبرك وتسامُحك.
ووفرت الأشهر التي مرت منذ ذلك الوقت فرصة لي لمراجعة الذات، والمصارحة مع النفس، ما يدفعني إلى كتابة هذه الكلمات إلى جلالتك، أخي الأكبر، وعميد أسرتنا الهاشمية، آمِلاً طيّ تلك الصفحة في تاريخ الأردن والأسرة.
أخطأتُ يا جلالة أخي الأكبر -وجَلَّ مَن لا يخطئ- وإنني إذ أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من مواقف وإساءات بحق جلالة الملك المعظَّم وبلدنا خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة، لَآمل بصفحك الذي اعتدنا عليه من جلالتك.
أعتذر من جلالتك ومن الشعب الأردني ومن أسرتنا عن كل هذه التصرفات التي لن تتكرر بإذن الرحمن الرحيم.
وأؤكد، كما تعهدت أمام عمّنا صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، حفظه الله، أنني سأسير على عهد الآباء والأجداد، وفيّاً لإرثهم، مُخلِصاً لمسيرتهم في خدمة الشعب الأردني، ملتزماً بدستورنا، تحت قيادة جلالتك الحكيمة”.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية