نداء بوست- أخبار سورية- نيويورك
أعربت الأمم المتحدة عن رفضها للحجج التي سوقها النظام السوري وروسيا، لتأجيل الجولة التاسعة من محادثات اللجنة الدستورية، والاتهامات الموجهة لسويسرا التي تحتضن الاجتماعات.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق: “خلال عطلة نهاية الأسبوع أعلن المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون أنه لم يعد من الممكن عقد الجولة التاسعة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية، وأنه بعث رسائل إلى أعضاء الهيئة لإبلاغهم بذلك”.
وأضاف حق في مؤتمر صحفي يوم أمس الإثنين: “بيدرسون يشدد على أهمية قيام جميع الأطراف المعنية بحماية العملية السياسية السورية وعزلها عن خلافاتهم في أماكن أخرى من العالم ويشجعها على الانخراط في دبلوماسية بنّاءة بشأن سورية”.
كما أشار إلى أن بيدرسون حث الأطراف على الانخراط بدبلوماسية بنّاءة بشأن سورية، مضيفاً: “هذا أمر مهم للغاية.. يجب الحفاظ على أن يكون النقاش بشأن سورية، بأكبر قدر مستطاع، منفصلاً وبعيداً عن مناقشة موضوعات أخرى”.
ورفص حق الاتهامات التي وجهها النظام السوري وروسيا لسويسرا واتهامها بعدم الحيادية بسبب مواقفها من العقوبات التي تم فرضها على موسكو بعد غزو أوكرانيا، قائلاً: “نعيد التأكيد هنا على حيادية سويسرا كمنبر للكثير من العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة”.
ويوم السبت الماضي، أبلغ المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، وفد المعارضة المشارك في محادثات اللجنة الدستورية، بتأجيل اجتماعات الجولة التاسعة، نزولاً عند رغبة النظام السوري.
وذكر وفد هيئة التفاوض في اللجنة، أن الرئيس المشترك هادي البحرة، استلم رسالة رسمية من بيدرسزن تُفيد بتأجيل انعقاد الدورة التاسعة لاجتماعات اللجنة الدستورية والتي كان مُقرراً أن تُعقد في مدينة جنيف السويسرية في 25 تموز/ يوليو الجاري.
ويعود سبب التأجيل إلى تلقي بيدرسون إخطاراً من قبل الرئيس المشترك عن وفد النظام أحمد الكزبري يفيد بأن وفده “سيكون مستعداً للمشاركة في الدورة التاسعة فقط عندما تتم تلبية ما وصفه بالطلبات المقدمة من الاتحاد الروسي”.
ولم يحدد بيدرسون تلك الطلبات التي قدمتها روسيا، إلا أن المبعوث الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف دعا في 16 حزيران/ يونيو الماضي، لنقل مكان اجتماعات اللجنة الدستورية من جنيف.
وقال لافرينتييف حينها في تصريح على هامش انتهاء الجولة 18 من محادثات أستانا حول سورية: “حددنا الحاجة إلى نقل عمل اللجنة الدستورية إلى منصة أكثر حيادية واقترحنا برامج مختلفة، كالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، والعاصمة العمانية مسقط، وأيضاً الجزائر ممكنة كمنصة”.
وأكد عدم التوصل إلى اتفاق واضح حول نقل مقر اللجنة الدستورية، معتبراً أن “استمرار العمل في جنيف بالنسبة لروسيا أصبح صعباً، بسبب الموقف غير الودّي والعدائي لسويسرا تجاه روسيا”، وفق قوله.
وقرار التأجيل هذا يأتي رغم إخطار بيدرسون لمجلس الأمن الدولي خلال الجلسة التي انعقدت في 29 حزيران/ يونيو الماضي، بإرسال الدعوات الرسمية للمشاركة في الدورة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية، وتقديمه أفكاراً للرئيسين المشتركين للجنة حول كيفية تسريع وتيرة العمل وتحقيق النتائج والتقدم المستمر.
الجدير بالذكر أن رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، أعرب عن رفض الهيئة لنقل مكان انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية في مقار الأمم المتحدة وبإشرافها، مشدداً على أن الأخيرة “هي الجهة الوحيدة المعنية بتنفيذ القرار 2254، وهيئة التفاوض متمسكة بهذا الأمر، وتعتبر تطبيقه هو الحل العادل والشامل لإنهاء معاناة الشعب السوري”.