نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
لا يستبعد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين “تصعيداً محتملاً” على حدود الأردن الشمالية مع الجارة السورية.
وحول طريقة تعامُل الأردن مع إيران، قال الملك عبد الله الثاني في مقابلة أجراها معه، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر ضمن البرنامج العسكري المتخصص (Battlegrounds)، الذي ينتجه معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأمريكية: “نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءاً من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم للأمام، لكن لدينا تحديات أمنية”.
وأشار إلى أن الوجود الروسي في جنوب سورية، كان يشكّل مصدراً للتهدئة، مبيناً أن “هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا”.
الملك حمل في المقابلة التي بُثّت أمس الأربعاء على منصات معهد هوفر، على اللاهثين وراء التطبيع مع إسرائيل، رائياً أن غياب الجدوى من وراء هذا التطبيع “تجعلنا كمن يسير خُطوة إلى الأمام وخُطوتين إلى الوراء”، مقتبساً، هنا، عنوان كتاب للقائد الشيوعي فلاديمير لينين (1870-1924).
ورأى أن إقامة أي علاقات بين الدول العربية وإسرائيل، إذا لم يرتبط، حكماً، بحل القضية الفلسطينية، فهو فعل لا طائل من ورائه.
وأشار حول القضية الفلسطينية، إلى حديثه المستمر مع الرؤساء الأمريكيين، وتأكيداته أن تجاهل الشرق الأوسط “سيعود عليكم بمخاطر أكبر إذا لم تكونوا حريصين، ولذلك يجب حل القضية الفلسطينية”.
وعبّر الملك عن اعتزازه بالعلاقة الأردنية الأمريكية القديمة والتاريخية، قائلاً “والدي التقى الرئيس أيزنهاور كأول لقاء مع رئيس أمريكي له، وتربطنا علاقة مؤسسية ليست مع الإدارات المتعاقبة فحسب، بل ومع الجيش والكونغرس، وهي متينة جداً وأعتقد أنها لربما من أقوى العلاقات في المنطقة لا سيما أنها مبنية على الثقة”.
ولفت العاهل الأردني، إلى أن الأردن يعيش في منطقة صعبة، وأثبت الزمن أن الأردنيين والأمريكيين يقفون جنباً إلى جنب في مواجهة الصراعات المختلفة.
وأكد في معرض إجابته عن سؤال حول العنف والحروب في المنطقة، أن الجميع في الإقليم حالياً يسعون للنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب للمضي قدماً، مشيراً إلى التحديات التي يواجهها اليمن، والقلق بشأن الكارثة الإنسانية في لبنان.
وبين أنه وبعد عامين من انتشار فيروس كورونا عاد تنظيم “داعش” للظهور سواء أكان ذلك في سورية أم العراق، أم في إفريقيا، معتبراً أن زيارته إلى الولايات المتحدة من أجل التنسيق مع الأصدقاء، ومناقشة ما يمكن القيام به من الناحية التكتيكية والإستراتيجية لما تبقى من عام 2022.
وحول رؤيته لمستقبل العمل العربي المشترك ودور الأردن بالمنطقة، وجهود محاربة الإرهاب، شدد العاهل الأردني على أنه لطالما كان هناك عمل عربي مشترك، وتنسيق ضد تهديد “داعش” وأماكن وجوده بالمنطقة.
وأكّد على أهمية اتباع نهج شمولي للتعامل مع التحديات المختلفة المتزامنة، مشيراً إلى دور “مبادرة اجتماعات العقبة” وتوسع نطاقها لتشمل دول أمريكا الجنوبية ودول أمريكا اللاتينية.
الملك كشف أنه أجرى مباحثات مع قادة عرب حول أهمية إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي يعاني منها الإقليم وتحمّل عبئها الثقيل، بدلاً من الذهاب إلى الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة، لافتاً إلى أن اجتماعات عُقدت خلال الشهور الماضية لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة.
وقال في هذا السياق: “سترى الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر وبعض دول الخليج الأخرى تجتمع وتنسق مع بعضها، للتواصل ورسم رؤية لشعوبها قبل طلب أي مساعدة”.