نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
رغم تغريدة الطمأنة التي أطلقها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، حول صحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً فيها أن الرئيس “يتمتع بصحة جيدة ويمارس عمله كالمعتاد”، إلا أن الأردن الرسمي يتابع صحة الرئيس الفلسطيني، بينما الأردن الشعبي، على اختلاف ضفاف أصوله، يراقب ويترقب.
في هذا السياق، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصاليْن؛ واحداً مع الرئيس الفلسطيني شمل تقديم سيد الإليزيه تعازيه بمقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة. والمكالمة الثانية كانت مع العاهل الأردني. ومما تشي به المكالمتان التطرق لصحة الرئيس عباس (87 عاماً). والسؤال عن صحة الرجل مشروع بعد انتشار خبر تسلم حسين الشيخ صاحب تغريدة التطمين، بعض صلاحيات الرئيس، علماً أن عباس أصدر من أيام قليلة فقط، قرار تكليفه بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خلفاً لصائب عريقات. وهو منصب رئيسي في التراتبية الفلسطينية المتشابكة بين السلطة ومنظمة التحرير.
الرئاسة الفرنسية قالت: إن ماكرون “استنكر استمرار سياسة الاستيطان، وذكّر محمود عباس بالتزام فرنسا الراسخ باحترام الحقوق المشروعة للفلسطينيين”. وتابع قصر الإليزيه قائلاً إن “رئيس الجمهورية أكد استعداده لاحتواء أي تصعيد وتسهيل استئناف المفاوضات بهدف تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة”.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن عباس قوله خلال الاتصال إن الوضع الحالي “لا يمكن السكوت عليه، في ظل غياب الأفق السياسي والحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتنصل سلطات الاحتلال من التزاماتها”.
وأشار عباس إلى أن “القيادة الفلسطينية بصدد اتخاذ إجراءات لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إرغام إسرائيل على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية”.
وخلال اتصال ماكرون مع الملك الأردني عبد الله الثاني، أبدى ماكرون “استعداده لمواصلة العمل من أجل استقرار المنطقة، في ضوء مؤتمر بغداد في آب/ أغسطس 2021 الذي شاركت فرنسا في ترؤسه وضم مجمل الفرقاء الإقليميين”.
وبحسب بيان للديوان الملكي الأردني، تطرق الاتصال إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حيث أكد الملك عبد الله ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، التي من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام، وفق تعبيره.
في السياق، وفي خضمّ الانشغال بصحة رئيس السلطة الفلسطينية، نفّذ مستوطنون متطرفون صباح هذا اليوم الأحد، اقتحاماً جديداً لباحات المسجد الأقصى، تحميهم وتحدب عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي وشرطته ومختلف مظاهر قوته في بيت المقدس.
في هذا السياق، قالت حركة حماس في بيان: إن حماية الأقصى واجب وطني وديني، معتبرة أن “دعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى، على مدار يومين، محاولات يائسة لتهويده وفرض السيادة فيه، ضمن مخططات الاحتلال لتثبيت التقسيم الزماني والمكاني”.
الأردن الرسمي، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس، قلق على عموم الأوضاع في فلسطين المحتلة، والأردن الشعبي يخشى مرحلة ما بعد عباس، وأن تكون مرحلة أكثر انبطاحاً وتنسيقاً مع سلطات الاحتلال وميوعةً في التعامل مع الأطماع الإسرائيلية التي لا تخفى على أعمى: تهويد القدس وضمّها جميعها بوصفها عاصمة أبدية لإسرائيل، قضم مزيد من أراضي الضفة الغربية، وبناء مزيد من المستوطنات، تغيير الوضع (السيئ أصلاً) في الحرم الإبراهيمي، مواصلة سياسة الضرب بيد من حديد وتحويل رفع العلم الفلسطيني إلى جريمة يعاقب عليها قانونهم، مقابل رفع العلم الإسرائيلي بضراوة مريضة ضيقة الأفق.
كل هذا وذاك في ظل سياسة دولية تكيل بمكياليْن، وسياسة أمريكية مفضوحة الانحياز للمحتل. انحياز ثابت في العهدين الجمهوري والديمقراطي هناك.