نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
للمرّة الرابعة، على الأقل، خلال شهر أيار/ مايو 2022، أحبطت المنطقة العسكرية الشمالية التابعة للقوات المسلحة الأردنية “الجيش العربي”، فجر أمس الثلاثاء، محاولة تسلّل وتهريب كمية من الأسلحة والذخيرة.
وصرّح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية “الجيش العربي”، أنه جرى تطبيق قواعد الاشتباك على إحدى واجهات المنطقة العسكرية الشمالية، مما أدى إلى إصابة أحد المتسلّلين وضبط آخرين كان بحوزتهم كمية من الأسلحة والذخيرة، وتم تحويل المتسللين والمضبوطات إلى الجهات المختصة.
وشدد المصدر على أن القوات المسلحة ستتعامل بكل قوة وحزم لحماية الحدود ومنع أي عملية تسلل أو محاولة تهريب ولكل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني.
على وجه العموم، تشهد الحدود الشمالية مع سورية، هذه الأيام حالة اضطراب أكثر مما كان يجري في السابق، ويصعّد من وتيرتها ما يجري تداوله من أخبار حول قرارات روسية بترك المنطقة ومغادرة درعا وحولها.
فبحسب هذه الأخبار، التي تناقلتها وكالات أنباء ومواقع إخبارية سورية وعربية، أخلت القوات الروسية مواقع جديدة لها بريف محافظة درعا، دون معلومات عن استبدال قوات محلية مدعومة من النظام أو إيران في المنطقة بقواتها.
ويأتي انسحاب روسيا “بشكل جزئي” من مقرات لها جنوبي سورية بالتزامن مع تكرر انسحابها من مناطق مختلفة، مثل ريف حمص كما جاء في تقرير نشره “نداء بوست” بتاريخ 20 أيار/ مايو 2022، وجاء فيه أن “رتلاً عسكرياً تابعاً للقوات الروسية غادر نقاط تمركّزه ضِمن مدينة تدمر بريف حمص الشرقي متجّهاً إلى محافظة حمص حيث عبر نحو محافظة طرطوس الساحلية ومنها إلى مطار حميميم في اللاذقية الذي تديره روسيا بشكل كامل. ومناطق من دير الزور، التي كان أكبرها الانسحاب من مستودعات “مهين” شرقي حمص”.
وسبق أن حذر العاهل الأردني، عبد الله الثاني، في مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج “معهد هوفر” التابع لجامعة “ستانفورد” الأمريكية، في 18 من أيار الحالي، من أن تملأ إيران و”وكلاؤها” الفراغ الذي ستتركه روسيا في الجنوب السوري، وما قد ينتج عنه من تصعيد لمشكلات محتملة على حدود بلاده.
وتخلّت الشرطة العسكرية الروسية عن دعمها لـ”اللواء الثامن” نهاية عام 2021، كما وافقت على انضمامه لشعبة “الاستخبارات العسكرية”، وهو ما أفقدها ذراعاً قوية تمتلك العتاد والمقاتلين.
ورافقت الشرطة العسكرية الروسية قوات النظام، في أثناء إجراء “تسويات أمنية” جديدة في أيلول وتشرين الأول 2021، كما وافقت على سحب سلاح مجموعات تابعة لـ”اللواء” في ريف درعا الشرقي، الأمر الذي أضعف قدرته على التعامل مع المخاطر الأمنية، بحسب تصريح سابق لقيادي في “اللواء الثامن”.