نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
بتحفُّزٍ وانتباه ورغبة دفينة بالمشاركة، يراقب الأردنيون التصعيد الذي بدأ في فلسطين انطلاقاً من الأسبوع الذي سبق شهر رمضان الفضيل.
وفي حين يعبّرون عن فرحهم الغامر مع نجاح كل عملية نوعية استهدفت أو تستهدف جنود احتلال وصهاينة احتلال ومؤيدي احتلال فلسطين، فإنهم لا يترددون بإطلاق أوضح مفردات الغضب مع ارتقاء كل شهيد في كل بقعة من بقاع فلسطين داخل الخط الأخضر وخارجه.
والحال كذلك، فإن ردود فعل الناس في الأردن، من مختلف الأصول والمنابت، تُعلِن، إلى غير رجعة، افتراق المواقف الشعبية العربية، عن تلك الرسمية الخاضعة لاعتبارات وإملاءات لا تعني الشعوب العربية لا من قريب ولا من بعيد.
وفي حين يسارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على سبيل المثال، بُعيد تنفيذ كل عملية فدائية بطولية ضد مغتصب الأرض والإنسان والذاكرة، إلى الإدانة ورفض منطق القوة في مواجهة العدو الذي لا يفهم غيرها، فإن الناس في رام الله ومختلف مناطق الضفة الغربية ومخيماتها ونواحيها، حتى في أقرب نقطه لمكتبه في مقر المقاطعة (القلعة) داخل رام الله، لا يترددون فور سماعهم أخبار عملية ومقتل جنود وغير جنود إسرائيليين، بالخروج للشارع والهتاف تأييداً لتلك العمليات التي “ترد الروح” على حد قول وفاء يوسف الموظفة السابقة في وزارة الثقافة الفلسطينية.
إنها أي تلك العمليات النوعية المحطمة أكذوبة الجدار المانع والأمن الباتع: “محاكاة حية، وبروفة مبكرة”، بحسب المهندس الأردني حمزة خضر على صفحته الفيسبوكية، لما سيكون عليه “الهروب من الغضب والثأر العربي”، مؤكداً: “هكذا سيكون الهروب من الحق الفلسطيني”.
خضر لا يتردد بالقول: “شوية كلاب فلتوا من العملية، فلتوا من موتهم الّي بفرّحنا وبنعش قلوبنا، فلتوا هاي المرة بس احنا راجعين نقبض أرواحهم، وقريباً هذا اليوم مش بعيد”، خاتماً بالقول: “رمضان ٢٠٢٢ غير شكل، وعلى قدر التوقعات”.
الناشط الرياضي الأردني علاء الدين غنّام يحيي على صفحته “شهيد الفجر” كما يصف منفذ عملية أمس الجمعة الشهيد الشاب رعد فتحي حازم الذي وصفه ثالث أنه كان “رعداً حقيقياً عصف بمداميك أكاذيبهم، وشتت جمعهم في مطعم من المطاعم المقامة فوق أرضنا التاريخية المغتصبة”. الكاتبة محاسن الحمصي زفّت الشهيد، وذكرت أنه اشتبك، بعد تنفيذه عمليته في تل أبيب، مع جيش الاحتلال في يافا الذين وصلوا إليه عند خروجه من مسجدٍ أدى فيه صلاة الفجر، وظل يطلق عليهم النار إلى أن نفذت ذخيرته واستشهد، داعية: “اللهم تقبّله عندك من الشهداء”.
الكاتبة كاتبة نفّاع كتبت في فيسبوك فوق صورة الشهيد رعد: “سكت الكلام. شهيدنا ورافع رؤوسنا. أنت في الفردوس الأعلى”.
أواصر خاصة (جدّاً) تجمع بين الشعبيْن الأردنيّ والفلسطينيّ، ليس أقل منها ما يجمع بين الشعبيْن الفلسطيني والسوري، إنها أحلام الحنين البعيد ونوستالجيا الإفطار في بيروت والغداء في الشام والعشاء في القدس، وأما في عمّان فالتحلاية بالكنافة النابلسية.