“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
استغربت رئيسة كتلة حركة “الجيل الجديد” في مجلس النواب العراقي، النائبة سروة عبد الواحد، اليوم الأحد، عدم وجود استنكار رسمي من قِبل رئاسة مجلس النواب بشأن اعتقال عدد من نواب البرلمان العراقي خلال تظاهُرات كردستان.
وقالت عبد الواحد، في مؤتمر صحافي، تابعه “نداء بوست”: “نستغرب عدم وجود استنكار رسمي من قِبل هيئة رئاسة البرلمان بشأن اعتقال عدد من نواب البرلمان الاتحادي خلال تظاهُرات الإقليم يوم أمس، رغم أن رئيس البرلمان اتصل بشكل شخصي”.
وأضافت أن “هناك مَن طلب عدم التحدث بشكل رسمي عن اعتقال النواب”.
وذكرت أن “تظاهُرات يوم أمس في السليمانية كانت تظاهُراتٍ شعبيةً كغيرها التي تنطلق في شوارع بغداد، وتطالب بالخدمات وتعديل الوضع الاقتصادي”.
وأكّدت أن “السلطات في الإقليم قمعت التظاهُرات رغم أن الدعوات كانت للاحتجاج السلمي”، مشيرةً إلى اعتقال أكثر من 600 شخص من قِبل قوات الأمن في كافة مدن الإقليم”.
وأوضحت عبد الواحد أن “التظاهرات في الإقليم ستستمر حتى تتحقق مطالب أبناء الشعب في إقليم كردستان”، لافتةً إلى أن “ما حدث يوم أمس دليل على خوف أحزاب السلطة في الإقليم من صوت الشعب”.
وكانت محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق قد شهدت، أمس السبت، تظاهُرةً دعا لها رئيس حركة “الجيل الجديد”، شاسوار عبد الواحد، للمطالبة بتغيير نظام الحكم في إقليم كردستان، واحتجاجاً على الفساد وتردّي المعيشة، حيث تجمع المتظاهرون في شارع “مولوي” الشهير وسط السليمانية.
وانتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف وسط المدينة قُبيل بَدْء التظاهرة، وأغلقت المحالّ التجارية أبوابها في شارع “مولوي”. وبعد تجمُّع المتظاهرين قامت القوات الأمنية بتفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، كما منعت وسائل الإعلام من الوصول إلى مكان التظاهُرة، وكذلك منعت المواطنين من استخدام أجهزة الهاتف المحمول حتى وإنْ كان لإجراء اتصال حيث يتم اعتقال مَن يستخدم هاتفه فوراً.
وكان رئيس حركة “الجيل الجديد” قد دعا إلى تنظيم التظاهُرة في الساعة الخامسة من عصر أمس، للمطالبة بتغيير نظام الحكم في كردستان، فيما دعا آخرون إلى اقتحام مبنى برلمان الإقليم على غرار سيناريو التيار الصدري الذي اقتحم مجلس النواب العراقي في بغداد، وأعلن اعتصاماً مفتوحاً لحين تحقيق المطالب التي نادى بها زعيم التيار مقتدى الصدر.
وأعلن مصدر في حركة “الجيل الجديد”، قيام سلطات إقليم كردستان باعتقال العديد من قياداته.
وذكر، في بيان اطّلع عليه “نداء بوست”، أن سلطات الإقليم اعتقلت عدداً من قياديي الجيل الجديد ونوابه، وحاصرت أكثر من ٣٠ سيارةً عسكريةً مسلحةً مقر رئيس الحراك.
وأضاف أن “الجيل الجديد” يحمّل سلطة الإقليم، وحزبَيْ الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني مسؤولية الحفاظ على حياة رئيس الحراك ونوابه وقيادييه، وأبلغنا السفارات والأمم المتحدة بما يحدث.
وأفاد مصدر مطلع باعتقال نائبة كردية عن “الجيل الجديد” خلال التظاهرة.
وقال لإحدى وكالات الأنباء: إنه “تم اعتقال النائبة في برلمان كردستان عن حركة «الجيل الجديد» موژده محمود، أثناء تواجُدها في تظاهُرات قضاء رانية بمحافظة السليمانية”.
كما جرى اعتقال صحافييْنِ اثنين أثناء تغطيتهما التظاهُرات.
وذكر المصدر أسماء مراسلي قناة NRT الكردية، الذين اعتقلتهم السلطات في السليمانية بسبب تغطيتهم للتظاهرات، وهم كل من: صباح صوفي، وسوران محمد، ودیار محمد، ورزكار كوجر، وهيرش قادر، وأوميد جوماني، وكريم كيفي، وطائف كوران، وبريار نيرويي.
وقالت مصادر أخرى: إن قوات أمن الإقليم اعتقلت 6 من نواب الحزب في البرلمان العراقي، في أربيل والسليمانية، حسب تصريح رئيسة كتلة “الجيل الجديد” في البرلمان العراقي سروة عبد الواحد، ثم أُفرج لاحقاً عن ثلاثة من النواب، كما ذكر أحد المُفرَج عنهم: وهو ريبر عبدالرحمن.
وكان رئيس حركة “الجيل الجديد” شاسوار عبد الواحد كتب في تغريدة في الأول من آب/ أغسطس الحالي أن “الوضع في إقليم كردستان سيئ. السلطات لا تقوم بمعالجة المشاكل، بل تزيد عليها. الفساد، الفقر، البطالة، وصلت إلى ذروتها. حكومة الإقليم لا تصغي إلى القوى المعارضة، ولن تقوم بإجراء انتخابات جديدة. هل من خيار آخر أمامنا سوى التظاهر”؟.