نداء بوست -أخبار سورية- متابعات
قُتل عنصر من قوات النظام وأُصيب ثلاثة عناصر آخرين, أمس، بعد استهدافهم بهجوم مسلح على الطريق العامّ في بلدة “القورية” بريف دير الزور الشرقي.
وبحسب ما أفاد مراسل “نداء بوست” في دير الزور فإن عناصر مسلحين مجهولي الهوية يُعتقد تبعيتهم لخلايا تنظيم “داعش” في المنطقة قاموا بتنفيذ هجوم مسلح على درّاجة نارية استهدفوا من خلاله عدداً من عناصر الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام أثناء تجوالهم في بلدة “القورية” بريف دير الزور الشرقي.
وأدى الهجوم لمقتل المدعو ماهر السيد وإصابة ثلاثة عناصر آخرين كانوا برفقته وتم نقل المصابين إلى المشفى العسكري بمدينة دير الزور وحالة أحدهم خطيرة نتيجة تلقيه عدداً من الطلقات.
ويُشار إلى أن عدداً من عناصر النظام والميليشيات الموالية له تعرضوا لهجمات مشابهة أودت بحياة الكثير منهم في مناطق متفرقة من ريف دير الزور ومناطق البادية السورية بالرغم من الحملات الأمنية المكثفة التي شنتها قوات النظام وميليشياته لتمشيط البادية من بقايا تنظيم “داعش” التي تتخذ البادية منطلقاً لعملياتها.
وتسيطر الميليشيات الإيرانية مع بعض الوحدات لجيش النظام والتي يتبع أغلبها الفرقة الرابعة على كامل الضفة الغربية لنهر الفرات في المحافظة والمسماة بمنطقة “الشامية” ويتخللها المدن الكبرى في المحافظة (دير الزور والميادين والبوكمال).
وعن أسباب بقاء هذه الوحدات مكشوفة الظهر, وتتعرض باستمرار لهجمات التنظيم, بعد ما يقارب الخمس السنوات على طرد “داعش” من المنطقة، وسيطرة الميليشيات الإيرانية على أغلب الريف الشرقي لدير الزور بالإضافة لوحدات من جيش النظام, يخبرنا الباحث في مركز “جسور للدراسات” أنس شواخ أن استمرار هذه الحوادث وعمليات الاستهداف هو دليل على عجز النظام والميليشيات الموالية له عن فرض السيطرة الأمنية على هذه المناطق، وهذا سببه عدم وجود رغبة حقيقية روسية أو إيرانية لإنهاء وجود التنظيم بشكل كامل لضمان استمرار الاستثمار في وجوده ومحاربته.
وأشار الشواخ إلى أن عدم الرغبة في إنهاء هذا الوجود, يبدو واضحاً في آلية تعامُل الجانب الروسي مع التنظيم من خلال التركيز على الجانب العسكري دون الجانب الأمني الذي يعتمد عليه التنظيم ويعمل من خلاله منذ سقوطه في عام 2019، وهذه الآلية تضمن عدم عودة التنظيم للسيطرة العسكرية على مناطق جغرافية, لكنها وبنفس الوقت تسمح له باستمرار عمليات الاستهداف المنفردة بين الحين والآخر.
ويتواجد في دير الزور وحدها أكثر من 10 آلاف مقاتل من المجموعات الأجنبية: العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران، ومن نماذجها لواء فاطميون الأفغاني ولواء زينبيون الباكستاني ولواء الأمام علي وحزب الله العراقيّين، وهي جميعها ذات أساس طائفي شيعي.
وفي الدرجة الثانية, نشأت ميليشيات سورية يُعبّر عنها لواء الباقر, والذي يعتنق قسمٌ من عناصره المذهب الشيعي, وتأسَّس في العام ٢٠١٤ في محافظة حلب, علاوةً على ميليشيات محلية تأسّست تحضيراً للحملة العسكرية ضدّ داعش في دير الزور في صيف عام ٢٠١٧.