نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
قبل أيام من وصول عيد الفطر السعيد تبدأ التحضيرات في درعا كل عام رغم الأعباء الاقتصادية التي أثقلت كاهل أهلها وألقت بظلالها على جميع مفردات حياتهم إلا أن طقوس العيد وعاداته لا تغيب وإن غابت تلك البهجة التي كانت تسود استعداداته.
لحوران طقوس خاصة ترافق العيد حيث تكتسي أسواقها ومحالها التجارية بشتى الألوان والأنواع المختلفة من الأطعمة الشعبية وحلويات العيد وتبدأ العائلات الاستعدادات قبل عدة أيام بشراء الملابس الجديدة والحلويات الجاهزة إضافة إلى صنع العديد من الأصناف منزلياً.
أم رأفت حدثت “نداء بوست” عن الطقوس التي تسبق العيد في درعا بقولها إنه ورغم غياب الكثير من الاستعدادات التي كنا نقوم بها بسبب غلاء الأسعار إلا أننا نحرص على التمسك بالطقوس الأساسية كالقيام بتجهيز حلويات العيد الشعبية في المنزل أهمها المعمول وخبز القالب أو كما يطلق عليه خبز العيد كضيافة أساسية في أعيادنا.
ولفتت أن أعياد حوران لم تكن تخلو من تحضير الفطائر واللزاقيات لتقديمها صباح العيد لأفراد العائلة عند اجتماعهم بعد صلاة العيد لكن تبدل الأحوال وغلاء التكاليف جعلت الضيافة تقتصر على خبز القالب والمعمول والقهوة المرة يضاف إليها بعض الأصناف من الحلويات الجاهزة.
وأضافت أن العيد هو فرحة للأطفال بالملابس الجديدة لذا كانت دائماً ما تعجّ الأسواق بالناس قبل قدوم العيد بعدة أيام لشراء مستلزمات العيد للأطفال لإدخال الفرحة في نفوسهم لكن الإقبال على الأسواق هذا العام كان خجولاً بسبب ضعف القدرة الشرائية للناس الذين باتوا عاجزين عن تأمين قوت يومهم.
يأتي العيد بعد أعوام عجاف لحرب طويلة أثقلت كاهل الحورانيين بالأوجاع وغيبت مظاهر الفرح التي كانت ترافق أعيادهم شأنهم في ذلك شأن جميع السوريين، إذ لا تكاد تخلو بيوتهم من معتقل أو مغيَّب أو مهاجر فضلاً عن ظروف معيشية قاهرة وحالة الخوف وعدم الشعور بالأمان في ظل الفلتان الأمني الذي يخيم على درعا.