"نداء بوست"- عواد علي- بغداد
ارتفع مستوى البطالة في العراق، حسب الإحصاءات الصادرة عن صندوق النقد الدولي، إلى أكثر من 40%، وهو المعدل الأعلى منذ عام 1991، ويضع العراق ضِمن الدول الأكثر نسبةً في معدلات البطالة، في حين قالت وزارة التخطيط العراقية: إن النسبة بلغت أكثر من 22% بين الشباب.
وعلى الرغم من ثروة البلاد النفطية الضخمة، لم يتحسن مستوى معيشة المواطنين نتيجةً للفساد وسوء الإدارة ونقص الخدمات الأساسية.
وفي هذا الصدد، قالت رئيسة فريق تقييم الذات للثقافة والتنمية، الدكتورة حوراء الموسوي: إن "العوامل الأساسية في تزايُد نسبة البطالة تعود إلى عدم وجود خطة صادقة وحقيقية لإدارة موارد البلد بشكل يخدم كل طبقات المجتمع العراقي بعيداً عن المحسوبية، وذلك ما أدى إلى ضياع حقوق الشباب، سواء في القطاع الخاص أو في القطاع العامّ، بالنظر لأنه لا يتم الاعتماد على التخصص الأصلي، أو التخصص الحقيقي للشخص المتقدم للعمل، وكذلك ارتفاع نسبة السكان بشكل كبير تَبَعاً لزيادة الولادات، وفشل المنظومات الحكومية في تطوير البِنَى التحية، وعدم الاستثمار في المشاريع لخلق فرص عمل للمواطنين".
وأكدت الموسوي أنه "بالإمكان تقليل حجم البطالة من خلال القيام بمشاريع اقتصادية وتنموية على صعيد البلد بأكمله، حينها يستطيع الشباب استثمار قدراتهم، وإعالة عوائلهم كون أغلب البيوت العراقية هي عوائل ممتدة وحجم المسؤولية مضاعف".
ووصفت دور منظمات المجتمع المدني بـ"الكبير جداً في السنوات القليلة السابقة لتقليل نسبة البطالة؛ لأن أغلب هذه المنظمات تقوم برفع المستوى المهني من خلال تنظيم دورات في مختلف المجالات نجحت في جعل الفئة المعدومة أو المتوسطة تفتح مشاريع بسيطةً للعيش منها".
ويتفق المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، مع جميع الآراء التي تشير إلى ارتفاع نسبة البطالة، مقارنةً مع ما كانت عليه قبل سنوات، وقال في تصريح له: إن "جائحة كورونا، وما رافقها من تداعيات، خلَّفت أزمةً اقتصاديةً وانكماشاً مالياً فاقم من معدلات البطالة والفقر في البلاد".
وأظهر الإحصاء الأخير الذي أجرته الحكومة العرقية لمعدلات البطالة في عام 2020 أن محافظة الأنبار، غربي البلاد، سجَّلت أعلى نسبة بطالة.
وحسب مراقبين فإن نحو 160 إلى 170 ألف شاب يتخرجون سنوياً من الكليات والمعاهد في العراق ولا يجدون فرص عمل. وقد شهدت بغداد والمحافظات، خلال السنتين الماضيتين، احتجاجاتٍ كثيرةً على تفاقُم البطالة شارك فيها آلاف الخريجين العاطلين عن العمل، ولم يتلقوا سوى وُعود واهية لتهدئتهم.