نداء بوست- عبد الله العمري- الحسكة
وجد أغلب الفلاحون في منطقة رأس العين شمال الحسكة، أنفسهم عاجزين عن زراعة أراضيهم بالمواسم الشتوية لهذا العام نتيجة ارتفاع التكاليف.
وقال مراسل نداء بوست في الحسكة إن غالبية فلاحي منطقة رأس العين يعانون من أوضاعاً اقتصادية صعبة منعتهم من زراعة مساحات واسعة من الأراضي في ريف المدينة.
وأضاف المراسل أن غلاء أسعار البذار وارتفاع أسعار المحروقات كانت في مقدمة العقبات التي منعت الفلاحين من الزراعة، إضافة لغياب أي دور فعلي أو دعم عيني من قبل مديرية الزراعة في المجلس المحلي ومن خلفه وزراة الزراعة في الحكومة المؤقتة.
وفي حديث لنداء بوست يقول محمود الجاسم أحد الفلاحين في ريف رأس العين الجنوبي إن سعر برميل المازوت وصل إلى 900 الف ليرة سورية بينما تراوحت أسعار طن البذار بين 600 إلى 900 دولار أمريكي.
ويكمل حديثه قائلاً: “إضافة لذلك نحن بحاجة إلى الأسمدة التي باتت شبه معدومة في المنطقة حيث وصل أسعار الطن الواحد منها إلى 500 دولار في حال وجدت، فضلاً عن ارتفاع أجور اليد العاملة ما جعل تكاليف الزراعة فوق طاقتنا”.
أما علي الحسن وهو سائق جرار يعمل بالأجرة في حرث الأراضي الزراعية فيقول في حديثه مع نداء بوست: أصبحت تكاليف حراثة الأراضي مرتفعة جداً ووصلت إلى نحو 60 الف ليرة سورية للدونم الواحد وذلك بسبب غلاء المحروقات والزيوت ومستلزمات الجرارات.
يضاف لذلك ازدياد أعطال الآليات المستخدمة بعملية الحراثة، نتيجة رداءة المحروقات التي يتم استعمالها، وقلة العاملين في مجال صيانة الجرارات في المدينة، ما يجبر أصحاب الجرارات على التوجه إلى مدينتي سلوك وتل أبيض بريف الرقة في حال حدوث عطل، وفقاً للحسن.
أما مشكلة تصريف القطن (المحصول الأبرز في المنطقة) فقد زادت من معاناة القسم الأكبر من الفلاحين كما يقول محمد الأشقر، فمعظم الفلاحين اضطروا لدفع كل مايملكونه من اجل زراعة محصول القطن إلا أنهم لم يتمكنوا من تصريفه حتى الآن.
كما أن أغلب الفلاحين قاموا بتركيب الغاطسات التي تعمل على ألواح الطاقة الشمسية والتي زادت كلفتها على 10 آلاف دولار للبئر الواحد على أمل أن يتم دفع تلك المبالغ بعد تصريف محصول القطن.
واضطر بعض الفلاحين لزراعة أراضيهم بالطريقة البعلية بعد أن عجزوا عن تحمل تكاليف زراعتها وسقايتها بانتظار هطول الأمطار التي استبشروا بها خيراً هذا العام على عكس العاميين الماضيين.
الجدير ذكره أن منطقة تل أبيض ورأس العين تعتبر شبه معزولة نتيجة حصارها من ثلاث جهات من قبل قسد التي منعت دخول المحروقات والمواد الأساسية إليها منذ سيطرة الجيش الوطني السوري على المنطقة في إطار عملية نبع السلام.