نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
موجة جديدة لفيروس "كورونا" تشهدها محافظة درعا، حيث ارتفعت أعداد الإصابات والوَفَيات بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وسط عجز وزارة الصحة التابعة للنظام عن القيام بأية إجراءات وقائية للحدّ من تفشي الفيروس وانتشاره، وغياب ملحوظ لدور المؤسسات الطبية في المحافظة، فضلاً عن انعدام المستلزمات اللازمة لمواجهته.
وبالرغم من أن المرض أخذ منحًى تصاعدياً، تَتكتَّم وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام على الحصيلة الحقيقية للإصابات والوَفَيات، فقد بلغت نسبة الإشغال في أقسام عزل "كورونا" في مشفى درعا الوطني 130% و تم استخدام أَسِرَّة قسم العزل كاملةً وهي 40 سريراً، وتم الاستعانة بـ 15 سريراً إضافياً بسبب وصول حالات حرجة زائدة عن حدّ الاستيعاب.
وصرح طبيب من المشفى -رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية- أن معدل الوفيات اليومي يتجاوز خمس حالات، من بين عشرات الحالات المصابة يومياً، معظمها من المسنين أو ممن يعانون من أمراض مزمنة.
ويتم تحويل جزء منها إلى دمشق أو المستشفيات الخاصة، بسبب عجز المشفى الوطني عن استيعاب هذه الأعداد وقلة الإمكانيات الطبية اللازمة في المشفى. في حين أكد أشرف برمو مدير الصحة في حكومة النظام لوكالة الأنباء "سانا" أن قسم العزل في مشفى "إزرع" الوطني مشغول بنسبة مئة بالمئة وسط تزايُد في نسبة الحالات الحرجة، وقلة أعداد متلقي اللقاحات المضادة للفيروس.
وبالمقابل، تجاوز معدل الوفيات اليومي العشر حالات في مدينة "نوى"، غرب درعا، والتي دقَّت ناقوس الخطر في ظل ارتفاع غير مسبوق في الإصابات، يسهم فيه افتقار المدينة للمراكز الطبية الخاصة بعزل المصابين. ويناشد الأهالي في مدن وبلدات درعا الجهات المعنية لتوفير الأدوية وأسطوانات الأوكسجين للمصابين، بعد عجز مديرية الصحة عن تأمينها.
ولم تكن قرى وبلدات ريف درعا الشرقي أفضل حالاً، فهي تعاني أيضاً من نقص المستلزمات الطبية في المستشفيات الحكومية، ما اضطر الكثيرَ من الحالات المصابة إلى اختيار العزل المنزلي, وللتخفيف من أعراض المرض, تمكن أهالي مدينة "بصرى الشام" من شراء وحدة لإنتاج وتعبئة الأوكسجين بعد إطلاقهم حملة تبرعات شارك بها المغتربون من أبناء درعا.