نداء بوست- أخبار عربية- عمّان
اختتمت في بلدة زي من بلدات مدينة السلط الأردنية فعاليات الملتقى القصصي العربي الأول الذي نظمه ما بين 21 و23 أيار/مايو 2022، منتدى الرمثا الثقافي تبدعم من وزارة الثقافة الأردنية، وفي إطار فعاليات “إربد مدينة الثقافة العربية” لعام 2022.
الملتقى الذي شارك فيه قاصات عربيات وقاصون عرب، تضمّن أربع أمسيات قصصية (أو بالأحرى ثلاث أمسيات وأصبوحة) واحدة في مدينة الرمثا الحدودية مع سورية (87 كيلو متراً شمال شرقي العاصمة الأردنية عمّان)، واثنتان في مدينة إربد (أصبوحة في جامعة جدارا وأمسية في مقر رابطة الكتاب الأردنيين فرع إربد)، وأقيمت أمسية الختام في بلدة زيّ الريفية الجميلة بالتعاون مع منتدى زي الثقافي.
ورغم السؤال القديم المتجدد حول جدوى إقامة أمسيات قصصية، كون القصة نوعاً أدبياً غير منبري كما هو حال الشعر على سبيل المثال، إلا أن الجمهور الكبير الذي تابع أمسيات الملتقى تفاعل مع القراءات، وناقش القاصين والقاصات.
عربياً، استضاف الملتقى في دورته الأولى: القاصة التونسية ابتسام الخميري والقاص الفلسطيني حسين حمدان والقاصة البحرينية شيماء الوطني والقاصة السورية المقيمة في الأردن عنان محروس، في حين تعذّر حضور القاصة السورية ميرفت علي.
أما محلياً فقد شارك من الأردن القاصات والقاصون: جميلة عمايرة، خلود المومني، رمزي الغزوي، سمير الشريف، صفاء أبو خضرة، فداء الزمر، الزميل محمد جميل خضر، مخلد بركات، مفلح العدوان، ناريمان أبو إسماعيل ونبيل عبد الكريم.
زمن الجائحة وما قبلها وما بعدها، المهمّشون في الأرض، عبثية الحروب، الهوى المحروم والعشق المشلوع الفؤاد، شظف العيش، أشجان العائلة، الحب والحرب والغدر والوفاء والخيانة والرجاء وغيرها، من المواضيع التي تناولتها ولامستها القصص المقروءة على مدى ثلاثة أيام حرّكت الساكن في ثلاث مدن أردنية، واقترحت شكلاً ممكناً من التقارب العربي، قائماً على الوعي والمودّة وملامسة أنّات الناس.
“قرب بحر بعيد” واحدة من قصص الملتقى:
“قرب بحر بعيد، تجلس تلّة وحيدة، خلفها تنام قرية منسية، لا تزيد على حجم باخرة، يُحكى أن البحّارة كانوا يطلقون عليها اسم قرية الليل، ولأن الأبيض كان لونها الوحيد، فقد سمّاها العابرون القرية البيضاء. هي قرية منسية، لانزوائها هناك في البعيد، مُتَحَلِّلَةً من أي نقش أو كتابة عمياء. خارج أهداف القادة الإستراتيجية أو حتى التكتيكية الصغيرة.
لا يحيا في القرية أحد، وليس فيها بيوت، ولأنها كذلك فهي تخلو من أصوات النساء، ومن عبورهن المدوّي بجِرْس الحياة. وهي على هذا لا تحتاج إلى وجود مقبرة في أحد أطرافها. وتمتاز عن زميلاتها من القرى المجاورة بخلوها من المرايا، ومن أي (مسمار) أو (برغي)!
لا رغبة لديّ بإخراج مارد من أحد جِرار القرية، أو تفجير الأرض عن (بعبع) يتدفق في صدره نبض غضب، ولا ابتداع غريب يجئ من أقصى المدينة يسعى ويقْطُر من بين أصابعه سرّ الحياة، وبالتالي ليس هناك قصة تُحكى.
مجرّد قرية منسية تنام بلا (شخير) فليس فيها أنوف… عشب لم يختره أحد… وفزّاعاتٌ كثيرةٌ تمارسُ حريَّتها القُصوى”.