نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
شهد شارع “الحمرا” في بيروت اليوم فوضى وكرّاً وفرّاً على خلفية احتجاز أحد المواطنين عملاء وموظفي أحد المصارف بقوة السلاح بسبب عدم إعطائه أمواله المودعة لديهم بموجب قرار من المصارف اللبنانية.
وفي التفاصيل، دخل أحد المواطنين ويُدعى بسام الشيخ حسين حرم مصرف “فيدرال بنك” في شارع الحمرا في العاصمة بيروت مطالباً بتسليمه جزءاً من أمواله التي تبلغ 209 آلاف دولار، وهو يحمل سلاحاً حربياً ومادة البنزين، مهدداً بإشعال نفسه وقتل مَن في الفرع.
وأوضح شقيق المودع أن شقيقه لم يدخل إلى المصرف حاملًا أي سلاح، إنما كان يحمل مادة البنزين والسلاح الذي في حوزته عائد للمصرف، وأنه لم يكن مع شقيقه في الداخل، لكنه أعلن تضامُنه وتأييده لخطوة شقيقه لاسترجاع وديعته والتمكن من متابعة علاج والدهم، وأشار إلى أن شقيقه أقدم على هذه الخطوة بعد وعود كثيرة حصل عليها من إدارة المصرف للحصول على الأقل على ما قيمته 5000 آلاف دولار لدفع تكلفة العلاج في المستشفى، إلا أن كل هذه الوعود لم تنفذ.
ولفت إلى أن شقيقه مستعد لتسليم نفسه والدخول إلى السجن بعد حصوله على وديعته.
وأكّدت المصادر أنّ “الشّيخ حسين لم يظهر أيّ رغبة في إيذاء أيّ من المتواجدين في المصرف، بالرّغم من أنّ حالةً من الغضب كانت تسيطر عليه”.
وقد منعت القوى الأمنية المواطنين من الاقتراب من باب المصرف، وانتشرت فِرَق الدفاع المدني والصليب الأحمر تحسُّباً لأي طارئ.
رئيس اتحاد نقابة موظفي المصارف جورج الحاج، قال: “إنّ كل ما نريده أن تنتهي هذه الحادثة بسلام”، وأوضح أنهم لن يلجؤوا إلى الإضراب لأنه (لا بيقدم ولا بيأخر)”، لكنه لفت إلى أنه سيجري محادثات مع وزارة الداخلية لتأمين الحماية للمصارف.
رئيس جمعية المودعين حسن مغنية حمّل السلطة السياسية اللبنانية مسؤولية ما يحصل، وقال: “وصلنا إلى الذي حذرنا منه والاستخفاف بحقوق المودعين من قِبل الدولة واللامبالاة ستؤدي إلى أكثر من ذلك.
تزامُناً، تجمّع عددٌ من المتظاهرين والمودعين في محيط المصرف تضامُناً مع الشيخ حسين، وهتفوا دعماً للمودع وضدّ السّياسات المصرفيّة.
ويعيش لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، حيث تخطّى سعر الدولار في السوق السوداء الثلاثين ألف ليرة لبنانية بعد أن كان ألفاً وخمسمائة ليرة قبل انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول من عام 2019.