نداء بوست- أخبار سورية- حلب
شهدت مناطق شمال غرب سوية مظاهرات حاشدة، رفضاً لتصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول التصالح بين المعارضة السورية ونظام الأسد.
وشملت المظاهرات عشرات المدن في إدلب وحلب، وفي منطقة عمليات “نبع السلام” شرق الفرات.
وخرجت المظاهرات في مدن أعزاز والباب وجرابلس وبزاعة وقباسين وكفرجنة وعفرين وعدد من المدن بريف حلب الشمالي كما خرجت في رأس العين وسلوك في مناطق “نبع السلام” ومناطق إدلب.
ورفض المتظاهرون تصريحات وزير الخارجية التركي، وطالبوا الجيش الوطني السوري بفتح الجبهات مع نظام الأسد.
بدورهم علق العشرات من قادة الجيش الوطني السوري على تصريحات جاويش أوغلو، مؤكدين على رفضها، والتمسك بأهداف الثورة السورية.
وقال القيادي في هيئة ثائرون للتحرير مصطفى سيجري: “بعبارة واحدة، لا مصالحة مع الأسد، نحن هنا في أرضنا، بين أهلنا وشعبنا، سلاحنا عرضنا، عزنا ومجدنا، بنادقنا بأيدينا، خنادقنا مقابرنا، وليس هناك مَن هو قادر على أن يُجبرنا على شيء”.
وأشار إلى أنه “لا مصالحة مع النظام، لا مصالحة مع القتلة، نُطمئن أهلنا وشعبنا، كنا –وما زلنا وسنبقى- ثواراً لا معارضة”.
“حسام ياسين” قائد الفيلق الثالث قال عَبْر صفحته على موقع تويتر: “نقف إلى جانب شعبنا السوري الحرّ في رفض أيّ مصالحة مع نظام الأسد الإجرامي، ونعتقد أنّ الحلّ الجذري للمأساة في سورية ينطلق من التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف، لتحقيق الانتقال السياسي الذي يضمن العودة الكريمة الآمنة لكلّ السوريين بعد إزالة كافّة رؤوس الإجرام”.
وقال قائد حركة التحرير والبناء في الجيش الوطني العقيد حسين الحمادي: إن الثورة السورية لم تكن ثورة مرتبطة بالمواقف الدولية حتى يستسلم أهلها، بل هي ثورة من أجل استعادة حق السوريين التاريخي في إدارة سورية، ولن يوقفنا أي اتفاق من انتزاع هذا الحق لأهلنا الذين ضحوا بكل غالٍ من أجل نصرة ثورتنا.
وأشار نائب قائد حركة التحرير والبناء في الجيش الوطني السوري أبو حاتم شقرا بالقول: “لا نصالح ولن نرضى أن نضع ثورتنا، ثورة الكرامة التي استمرت على مسافة مليون شهيد، بأي كفة دولية لا تساوي ثمن هذه الدماء، بل إنّ استمرار الثورة مرهون بحجم تضحيات السوريين”.
مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني حسن الدغيم، غرد بالقول: “نصالح عندما يعود غياث مطر حياً، نصالح عندما يعود مشعل تمو حياً، نصالح عندنا يعود جلال بايرلي حياً، نصالح عندما تسقط القرداحة وتحيا دمشق، نصالح، عندما يحيا حمزة الخطيب ويلعن عاطف نجيب، نصالح عندما تحيا سورية ويسقط بشار الأسد”.
بدوره، لفت القائد العامّ في “هيئة ثائرون للتحرير” فهيم عيسى إلى أن بشار الأسد رأس الإرهاب في سورية ومصدره، لا مصالحة مع الأسد، لا مصالحة مع الإرهاب والقتلة.
وأضاف أنه لا مكان للأسد أو النظام في مستقبل سورية، ولا بارك الله فينا إنْ بقي الأسد، لن نخون دماء شهدائنا ولن نخون الثورة والبلد.
قائد فرقة الحمزة سيف أبو بكر، قال: إنه لا شأن لنا في موازين السياسة وتقلباتها، لا كلمة لنا إلا ما صدحنا به من أول يوم في ثورتنا لن نركع ولن نصالح المجرمين لن نجالس قَتَلَة الأبرياء لن نتنازل عن حقوقنا في الحرية والكرامة.
وشدد على أن بشار هو رأس الإرهاب الكبير ومنبع للتنظيمات الأخرى.
وذكر رئيس أركان “هيئة ثائرون للتحرير” المعتصم عباس أنه ليس بيننا وبين الأسد خلاف سياسي ولا صراع على السلطة، بيننا وبينه دماء وأشلاء، ثورة شعب وكرامة وإباء، لم نقدم مليون شهيد لمصالحته بل لاقتلاعه من جذوره.
وأشار إلى أنه لا مصالحة مع الأسد، لا مصالحة مع الإرهاب.
مظاهرات رافضة لتصريحات جاويش أوغلو pic.twitter.com/mFKsXJal5t
— أحمد العكلة (@ahmadokla94) August 12, 2022
من جهته قال القائد السابق للفيلق الثالث أبو أحمد نور: “نعم قد نصالح، إذا حضر الصلح غياث مطر ووافق عليه حمزة الخطيب ووقع عليه حجي مارع، إذا خرج الغارقون من البحار، إذا عادت المدن المدمرة شامخةً كما كانت قبل براميل بشار، إذا وافقت أمهات الشهداء واندملت جراحات المصابين وزالت الخيام ونسي المعتقلون ليالي البؤس، وقتها قد نصالح”.
وقال وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة العقيد الطيار حسن الحمادة: “عند أول صيحة الشعب يريد إسقاط النظام هي نقطة اللاعودة للوراء، انتهى”.
بدورها قالت إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري: إن نظام الأسد المجرم خطر على الشعب السوري والتركي والمنطقة، وهو مخلب إيران، وذيل روسيا، وراعي الإرهاب الداعشي والقسدي.
وأوضحت أن مسؤولية الجيش الوطني التصدي لهذا النظام المجرم بالوسائل المشروعة كافة إلى حين خضوعه لإرادة الثورة وقرارات المجتمع الدولي في تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات لا مكان فيها لنظام الأسد المجرم وأركانه ورموزه خونة الشعب والوطن.
وشددت على أن المصالحة مع نظام الإجرام والإرهاب والطائفية عدا أنه خيانة فهو تدمير للمنطقة وتسليمها للفوضى
والتكفير والخراب.
ومن جديد، أثار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجدل بتصريحاته حول علاقة بلاده مع النظام السوري، ويستفز السوريين من خلال الدعوة إلى مصالحة مع مَن شرَّد وقتل الملايين منهم.
وفي مؤتمر صحافي أمس الخميس، كشف جاويش أوغلو أنه أجرى “محادثة قصيرة” مع وزير خارجية النظام السوري في اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد، والذي انعقد في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
كما دعا جاويش أوغلو في معرض حديثه إلى مصالحة بين النظام السوري والمعارضة قائلاً: “يجب تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سورية بطريقةٍ ما، فلن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
وأضاف: “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سورية، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”.
وأثارت هذه التصريحات غضب السوريين الذين اعتبروها بمثابة إعلان رسمي من تركيا بالاستعداد للتفاوض مع النظام وعَقْد صفقة معه بقصد ضمان أمنها على حساب المعارضة السورية.
وأواخر شهر تموز/ يوليو الماضي أعلن جاويش أوغلو استعداد بلاده لتقديم الدعم للنظام السوري ضد “قسد”، وقال: “تركيا أجرت سابقاً محادثات مع إيران بخصوص إخراج الإرهابيين من المنطقة”، مضيفاً: “سنقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام السوري في هذا الصدد”.
كما اعتبر وزير الخارجية التركي حينها أنه “من الحق الطبيعي للنظام السوري أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين”.
وأثارت تلك التصريحات الشكوك حول دوافع تركيا والتحول الكبير في موقفها تجاه النظام السوري، كونها جاءت على لسان أحد كبار مسؤوليها، وفيما إذا كانت هذه التصريحات سيتبعها خطوات فعلية على الأرض، خاصة وأنها تزامنت مع “سياسة تصفير المشاكل” التي تتبعها أنقرة حالياً وبدأتها مع الإمارات والسعودية ولاحقاً مع مصر.
ولاقت تصريحات وزير الخارجية التركي انتقاداً كبيراً من السوريين، حيث دعا المجلس الإسلامي السوريّ المشايخ من الخطباء والوعّاظ والمفتين أن يكون محور خطبهم في الجمعة التي تلت التصريحات حول إرهاب النظام السوري والتذكير بأن قسد وحزب العمّال الكردستاني ذراع من أذرعه.
وشدد المجلس على “أن أكبر إرهابٍ يُمارس اليوم داخل سورية هو إرهاب العصابة المجرمة الطائفية الحاكمة، فهي عدوّة لله ورسوله، كما هي عدوّة للسوريّين وللأمّة ولشعوب المنطقة برمّتها”.
وأضاف: “إنّ قسد وPKK وPYD عصابات إرهابيّة، وهي من أدوات النظام الإرهابيّ المجرم في حربه على السوريّين وجوارهم التركي، وإنّ محاربة إرهابهم لا تكون بدعم وتقوية إرهابٍ آخر أكبر منه”.