“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
اجتمع في بغداد، اليوم الإثنين، عشرات النشطاء السياسيين ممن أطلقوا على أنفسهم “ثوار بغداد”، استعداداً لقيادة ثورة الشارع.
وأكّدت معلومات مسرّبة أن “التيار الصدري” يقف وراء الاجتماع، وأن أغلب الذين شاركوا فيه استقطبهم التيار خلال التظاهرات العارمة، التي اندلعت في بغداد وبقية محافظات العراق الجنوبية في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2019، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد المالي الإداري والبطالة، ووصلت مطالب المتظاهرين إلى إسقاط النظام الحاكم واستقالة حكومة عادل عبد المهدي. وبين هؤلاء النشطاء مَن عملوا في الساحات تحت مسميات مدنية مختلفة، وتصدروا تنسيقيات الاحتجاجات الحالية.
وقد أصدر الاجتماع بياناً، اطّلع عليه “نداء بوست”، قال فيه: إن المشاركين سيعقدون اجتماعاً لاحقاً، وحددوا هدفه وهو “لغرض معادلة الشعب في وجه الاستحواذ السياسي، ومحاولات رهن الوطن من جديد”، في إشارة إلى أن الحراك يستهدف، باسم “ثوار بغداد”، إسقاط ما يسمى بـ”الإطار التنسيقي”، المكون من فصائل موالية لإيران خسرت في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من أكتوبر 2021.
ويتوقع بعض المراقبين والمحللين أن التيار الصدري، الذي استقال نوابه الـ 73 (الكتلة الأكبر) من البرلمان مؤخراً، لن يسمح للإطار في المضي بتشكيل الحكومة، وسيعمل على تثوير الشارع بنفس طريقته التي استحوذ بها على ساحات تشرين، وأن ذلك قادم لا محالة بعد يوم 15 يوليو/ تموز القادم. وإذا ما تشكّلت الحكومة، من دور الصدر، فستولد ميتةً، لأن تظاهرات واسعة في الشارع ستسقطها.
ومما يدعم هذه التوقعات العثور على منشورات غامضة في شوارع العاصمة بغداد، خلال الأيام الماضية، كُتبت فيها عبارات “ساعة الصفر”، و”العاصفة قادمة”.
ويرى محللون آخرون أن ثمة احتقاناً اجتماعياً في الشارع العراقي على مستوى الخدمات والأمن وانتشار البطالة، سيزيد من حدة الاحتجاجات، مرجحين أن تكون احتجاجات الصدريين أكثر حدةً، وذات مساحة أوسع، وقد تمتد شرارتها إلى محافظات أخرى، وستكون أكثر تنظيماً من تظاهرات التشرينيين كونها بقيادة الصدر، مشيرين إلى أنه من الممكن حدوث احتكاك بين المتظاهرين والقوات الأمنية، أو مع بعض الجماعات المسلحة التي لها موقف سياسي مناقض لموقف التيار الصدري.
كما يؤكد هؤلاء المحللين أن مقتدى الصدر أقوى في الشارع من البرلمان والحكومة، وهذه المرة سيكون نشطاء تشرين مع تياره، لكن ذلك قد يفجر تظاهرات أعنف وأوسع، وربما ستُنهي فوضى العملية السياسية، أملاً في صناعة عملية سياسية عراقية من دون إملاءات خارجية، إشارةً إلى النفوذ الإيراني في هذه العملية.